لأنّ المبادرة العالمية "تحدّي دلو الثلج" قد لاقت رواجاً في المجتمع السوداني للتوعية حول مرض التصلّب الجانبي الضموري، أطلق مجموعة من الشباب مبادرة "تحدّي الدم" في الخرطوم بهدف التبرّع بالدم للأطفال، وخصوصاً مرضى السرطان منهم.
وسعى هؤلاء الشباب إلى إعداد مبادرة تكون أكثر ملاءمة مع بيئتهم، والتركيز على معاناتهم. وقالت الناشطة سلافة سيف الدين، التي شاركت في تنفيذ مبادرة "تحدّي الدم"، لـ "العربي الجديد": "كان التحدي أن يأتي أحدهم ويتبرع بدمه، ويتم تصويره وهو يتحدى خمسة أشخاص آخرين للقيام بالخطوة عينها أو التبرع بمائة جنيه سوداني". وأكدت أن "الخطوة لاقت تجاوباً من قبل عدد من نجوم المجتمع ولاعبي كرة القدم".
وتابعت سيف الدين: "بدأنا العمل مع الأصدقاء والمعارف، وسرعان ما ازداد عدد المتبرعين من خمسة أشخاص في اليوم الواحد إلي حوالي 25 شخصاً". وأكدت أن "الخطوة ساهمت في إنقاذ حياة عدد من الأطفال، وخصوصاً مرضى الدم والسرطان".
مضيفة أنه "قد يكون أمامنا أحياناً ثلاث دقائق فقط لتوفير الدم قبل أن يفارق الطفل الحياة. وبما أننا كنا نجلب الدم من مناطق بعيدة، كان بعض الأطفال يفارقون الحياة. لكن هذه المعاناة انتهت تماماً".
وذكرت أنه "في ظل زيادة عدد المتبرعين، نجد صعوبة في توفير أكياس الدم"، لافتة إلى أنه "خلال ثلاثة أيام، فقدنا 75 زجاجة دم بسبب نفاد الأكياس التي تؤمنها وزارة الصحة فقط عبر الأمم المتحدة".
وعادةً ما يتمّ توزيع الدمّ مجاناً. لكن ذلك يتطلّب من أسرة المريض توفير متطوعين آخرين لإجراء تبادل مع بنك الدم. بدورها، استجابت الإعلامية في مؤسّسة "سكاي نيوز" العربية رفيدة ياسين للمبادرة. تبرعت بدمها متحدية خمسة أشخاص.
وقالت لـ "العربي الجديد": "أرى أن مبادرة تحدي دلو الثلج لا تناسبنا كسودانيين لأن احتياجاتنا مختلفة. لذا، فإن تحدّي الثلج مجرّد تقليد أعمى. وفي ما يتعلق بمشاركتي، فقد تواصل معي مجموعة من الشباب واستجبت على الفور. فقطرة دم واحدة قد تساهم في إنقاذ حياة البشر. أعتقد أنها فكرة إنسانية نبيلة تشجع الناس على التبرع بالدم لصالح المحتاجين من المرضى".
بدورها، أيّدت هالة عبدالله، وهي موظفة، المبادرة. وقالت إنه "من شأنها أن تنجح في توفير كميات مناسبة من الدم للمرضى الذين يعانون عادة في توفير فئات الدم المطلوبة من المتبرعين، وخصوصاً النادرة منها". ولفتت إلى أن "هذه الخطوة ستُساهم في الحد من معاناة أهالي الأطفال المرضى".