"تأمل صور السجن": أفلام من الحائط

18 نوفمبر 2015
(مشهد من فيلم "400 ضربة")
+ الخط -

كيف يمكن للصورة السينمائية، بحيويتها وبحثها عن الحرية، اختراق جدران السجون وصمتها الجاثم؟ وحين تصوّر الكاميرا من داخل الزنزانات، كيف تقدّم حقيقة هذا المكان المثير؟ هذا بعض مما يطرحه لقاء بعنوان "تأمل صور السجن" تنظمه مساء اليوم "الجمعية التونسية لنوادي السينما" و"مشروع شيء" في قاعة "الريو" في تونس العاصمة.

ينقسم اللقاء إلى ثلاثة أجزاء. يجري في البداية تقديم محاضرة حول "السينما من داخل الفضاء السجني" قبل أن يعرض فيلمان؛ الأول فيلم تونسي قصير بعنوان "حكايات م الحيط" (الحيط= الحائط) جرى إنتاجه في ورشة نظّمت في أحد سجون تونس بمشاركة المساجين، والثاني عمل سينمائي كلاسيكي بعنوان "400 ضربة" (1959) للمخرج الفرنسي فرانسوا تروفو.

يعد هذا الفيلم واحداً من أبرز الأفلام التي تعرّضت إلى السجون وصوّرت عالمها، وهو فيلم يتخّذ من طفل متمرّد بطلاً له. ستتحوّل شخصية أنطوان دوانيل إلى واحدة من أبرز شخصيات السينما الفرنسية ذات النفس الثوري إذ تتمرد على كل شيء من الأسرة إلى المدرسة وصولاً إلى السجن، كما أن فيلم تروفو أصبح من عناوين تيار فني سمّي بـ "الموجة الجديدة".

إثر العروض، يجري نقاش بين الحاضرين ومن شاركوا في إنجاز فيلم "حكايات من الحيط". لعل طرح سؤال السينما على السجن يعطي أبعاداً لمكان يبدو مغيباً من التفكير الجمعي في تونس، وربما تفتح مثل هذه الفعالية النقاش حول ما يلعبه السجن كمؤسسة في مجتمع، السجن باعتباره فضاء لممارسة الهيمنة والسلطة، وليس فقط كأداة لتنقية المجتمع من عناصره الخطرة.


اقرأ أيضاً: "عنف": انفجارات التعايش اليومية 

المساهمون