"بوكيمون" في مخيّم "الزعتري" للاجئين السوريين في الأردن. هذا ما يقوله الطفل السوري اللاجئ محاميد، لافتاً إلى أنه موجود بكثرة، بعكس أصدقائه الذين ينكرون الأمر. يضيف أنه اصطاد ستة بوكيمونات. ولو كان هناك إنترنت في المخيم، لاصطاد أكثر.
يتحدث محاميد (14 عاماً) بحماس عن لعبة "بوكيمون غو" التي اجتاحت العالم. هو على قناعة بوجود بوكيمونات في المخيم. يقول لـ "العربي الجديد": "يستحيل أن يكون هناك بوكيمونات في كل مكان في العالم، باستثناء المخيم". يبدو عاجزاً عن تقبل فكرة كهذه. يمكن وصفه بـ "الحالم" وليس "الكاذب" كما ينعته أصدقاؤه. هذه اللعبة التي يعثر من خلالها اللاعب على بوكيمونات، تتطلب الاشتراك بالإنترنت أثناء البحث عنها، الأمر الذي لا يتوفر في المخيم طوال الوقت.
الطفل اللاجئ الذي تحدّث كثيراً عن اللعبة كان يقف في مكانه وكأنّه تمثال. النقطة التي يقف فيها تجعله قادراً على التقاط الإنترنت على هاتفه الذكي. مثله، كان يقف العشرات من سكان المخيم ملتصقين بالسياج الذي يطوق مكاتب المنظمات الدولية العاملة في المخيم.
يقول اللاجئون إن هذا أفضل مكان للحصول على الإنترنت، إذ تتوفر عشرات شبكات الإنترنت للمنظمات الدولية، وإن كان استخدامها من قبل اللاجئين يتطلّب معرفتهم بكلمات السرّ. لكنّ "هذه ليست مشكلة"، بحسب الطفل اللاجئ بدر، الذي كان يلعب "كراش أون لاين". يضيف وهو غارق في اللعب: "معرفة كلمة السرّ تعدّ أمراً سهلاً"، لافتاً إلى استخدام اللاجئين برامج تتيح الأمر. لكنه يلفت إلى أنه في أحيان كثيرة، تعمد المنظمات إلى تغيير كلمات السر باستمرار، ما يجعل المهمة صعبة بعض الشيء.
ويؤكّد خبير تكنولوجيا المعلومات، رعد نشيوات، وجود برامج تساعد على كشف كلمة السر، خصوصاً إذا كانت الكلمة المختارة سهلة. يضيف: "في حال كانت معقدة، يحتاج الكشف عنها إلى وقت أطول". إنها مسألة وقت إذاً لا أكثر.
قبل أشهر، حجبت السلطات الأردنية خدمة الإنترنت عن مخيم الزعتري، كما يؤكد ناشطون في المخيم. ويرى هؤلاء أن قرار الحجب غير المعلن يهدف إلى منع اللاجئين من التواصل مع العالم الخارجي. إلا أن تنسيقية الزعتري الناشطة في تغطية أخبار المخيم من خلال صفحتها على "فيسبوك"، نفت حجب الإنترنت، لافتة إلى أنه "بطيء جداً داخل المخيم. أحياناً ينقطع كثيراً لعدم وجود أبراج اتصالات تقوي البث".
تجدر الإشارة إلى أنه من خلال الإنترنت، تحوّل اللاجئون في الزعتري إلى مصدر معلومات للصحافيين، خصوصاً خلال الاحتجاجات التي شهدها المخيم في الماضي. كان اللاجئون يعمدون إلى نشر صور ومقاطع فيديو على صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الخاصة بنقل أخبار المخيم، الأمر الذي كان يزعج إدارة المخيم.
وكان حجب أو رداءة الإنترنت سبباً لجعل السياج المحيط بالمنظمات الدولية مقصداً لعدد كبير من اللاجئين، من بينهم الأطفال بهدف اللعب، في وقت يسعى الأكبر سناً إلى التواصل مع العالم الخارجي، أو الاتصال بأقاربهم وأصدقائهم من خلال برامج الاتصال المجانية.
في هذا الإطار، يقول اللاجئ ناصر العبيد لـ "العربي الجديد": "أستخدم الإنترنت للتواصل مع أقاربي الذين بقوا في سورية أو لجأوا إلى تركيا، بالإضافة إلى آخرين استطاعوا الحصول على فرصة لجوء في أوروبا". ويوضح أنه "لولا الاتصالات المجانية، لما استطعت التواصل مع أحد"، لافتاً إلى أن الاتصالات الدولية تتطلّب مالاً كثيراً، وهو ليس متوفراً. بالإضافة إلى السياج المحيط بالمنظمات الدولية، يقصد اللاجئون ساتراً ترابياً على حدود المخيم، حيث تتوفر خدمة إنترنت جيدة من خلال شركات الاتصالات المحلية.
يتحوّل الشارع الموازي للساتر الترابي، الذي يطلق اللاجئون عليه اسم "شارع العشاق"، إلى مكان مزدحم في ساعات المساء. هناك، يحملون هواتفهم الذكيّة ويتجوّلون بحثاً عن الإنترنت، ويتجمدون في أمكنتهم في اللحظة التي تتصل هواتفهم بالشبكة.
منذ نشأة المخيّم في يوليو/تموز عام 2012، زادت احتياجات اللاجئين، وإن كانت تتجاوز أحياناً الصورة النمطية المتعارف عليها. لا يهتم اللاجئون في الحصول على الطعام والمياه فقط، بل أصبح الإنترنت حاجة أساسية تساعدهم على اختراق أسوار المخيم والتواصل مع العالم الخارجي، وتتيح للأطفال اصطياد البوكيمونات التي يبدو أنها تنعم بأمان حتى الآن بين أحيائه.
اقــرأ أيضاً
يتحدث محاميد (14 عاماً) بحماس عن لعبة "بوكيمون غو" التي اجتاحت العالم. هو على قناعة بوجود بوكيمونات في المخيم. يقول لـ "العربي الجديد": "يستحيل أن يكون هناك بوكيمونات في كل مكان في العالم، باستثناء المخيم". يبدو عاجزاً عن تقبل فكرة كهذه. يمكن وصفه بـ "الحالم" وليس "الكاذب" كما ينعته أصدقاؤه. هذه اللعبة التي يعثر من خلالها اللاعب على بوكيمونات، تتطلب الاشتراك بالإنترنت أثناء البحث عنها، الأمر الذي لا يتوفر في المخيم طوال الوقت.
الطفل اللاجئ الذي تحدّث كثيراً عن اللعبة كان يقف في مكانه وكأنّه تمثال. النقطة التي يقف فيها تجعله قادراً على التقاط الإنترنت على هاتفه الذكي. مثله، كان يقف العشرات من سكان المخيم ملتصقين بالسياج الذي يطوق مكاتب المنظمات الدولية العاملة في المخيم.
يقول اللاجئون إن هذا أفضل مكان للحصول على الإنترنت، إذ تتوفر عشرات شبكات الإنترنت للمنظمات الدولية، وإن كان استخدامها من قبل اللاجئين يتطلّب معرفتهم بكلمات السرّ. لكنّ "هذه ليست مشكلة"، بحسب الطفل اللاجئ بدر، الذي كان يلعب "كراش أون لاين". يضيف وهو غارق في اللعب: "معرفة كلمة السرّ تعدّ أمراً سهلاً"، لافتاً إلى استخدام اللاجئين برامج تتيح الأمر. لكنه يلفت إلى أنه في أحيان كثيرة، تعمد المنظمات إلى تغيير كلمات السر باستمرار، ما يجعل المهمة صعبة بعض الشيء.
ويؤكّد خبير تكنولوجيا المعلومات، رعد نشيوات، وجود برامج تساعد على كشف كلمة السر، خصوصاً إذا كانت الكلمة المختارة سهلة. يضيف: "في حال كانت معقدة، يحتاج الكشف عنها إلى وقت أطول". إنها مسألة وقت إذاً لا أكثر.
قبل أشهر، حجبت السلطات الأردنية خدمة الإنترنت عن مخيم الزعتري، كما يؤكد ناشطون في المخيم. ويرى هؤلاء أن قرار الحجب غير المعلن يهدف إلى منع اللاجئين من التواصل مع العالم الخارجي. إلا أن تنسيقية الزعتري الناشطة في تغطية أخبار المخيم من خلال صفحتها على "فيسبوك"، نفت حجب الإنترنت، لافتة إلى أنه "بطيء جداً داخل المخيم. أحياناً ينقطع كثيراً لعدم وجود أبراج اتصالات تقوي البث".
تجدر الإشارة إلى أنه من خلال الإنترنت، تحوّل اللاجئون في الزعتري إلى مصدر معلومات للصحافيين، خصوصاً خلال الاحتجاجات التي شهدها المخيم في الماضي. كان اللاجئون يعمدون إلى نشر صور ومقاطع فيديو على صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الخاصة بنقل أخبار المخيم، الأمر الذي كان يزعج إدارة المخيم.
وكان حجب أو رداءة الإنترنت سبباً لجعل السياج المحيط بالمنظمات الدولية مقصداً لعدد كبير من اللاجئين، من بينهم الأطفال بهدف اللعب، في وقت يسعى الأكبر سناً إلى التواصل مع العالم الخارجي، أو الاتصال بأقاربهم وأصدقائهم من خلال برامج الاتصال المجانية.
في هذا الإطار، يقول اللاجئ ناصر العبيد لـ "العربي الجديد": "أستخدم الإنترنت للتواصل مع أقاربي الذين بقوا في سورية أو لجأوا إلى تركيا، بالإضافة إلى آخرين استطاعوا الحصول على فرصة لجوء في أوروبا". ويوضح أنه "لولا الاتصالات المجانية، لما استطعت التواصل مع أحد"، لافتاً إلى أن الاتصالات الدولية تتطلّب مالاً كثيراً، وهو ليس متوفراً. بالإضافة إلى السياج المحيط بالمنظمات الدولية، يقصد اللاجئون ساتراً ترابياً على حدود المخيم، حيث تتوفر خدمة إنترنت جيدة من خلال شركات الاتصالات المحلية.
يتحوّل الشارع الموازي للساتر الترابي، الذي يطلق اللاجئون عليه اسم "شارع العشاق"، إلى مكان مزدحم في ساعات المساء. هناك، يحملون هواتفهم الذكيّة ويتجوّلون بحثاً عن الإنترنت، ويتجمدون في أمكنتهم في اللحظة التي تتصل هواتفهم بالشبكة.
منذ نشأة المخيّم في يوليو/تموز عام 2012، زادت احتياجات اللاجئين، وإن كانت تتجاوز أحياناً الصورة النمطية المتعارف عليها. لا يهتم اللاجئون في الحصول على الطعام والمياه فقط، بل أصبح الإنترنت حاجة أساسية تساعدهم على اختراق أسوار المخيم والتواصل مع العالم الخارجي، وتتيح للأطفال اصطياد البوكيمونات التي يبدو أنها تنعم بأمان حتى الآن بين أحيائه.