قالت صحيفة سعودية، اليوم الاثنين، إن عدد العمال الأجانب الذين قامت مجموعة "بن لادن"، أكبر شركة مقاولات في السعودية، بالاستغناء عنهم ارتفع إلى 77 ألفا.
ونقلت صحيفة "الوطن" السعودية عن مصدر مسؤول في المجموعة، لم تكشف عن هويته، قوله إن "تأشيرات الخروج النهائي لعمال الشركة بلغت حتى أمس 77 ألف تأشيرة".
وبحسب المصدر نفسه، يقدر عدد الموظفين الأجانب في المجموعة بـ200 ألف.
وتوقع المصدر ذاته أن "يتم الاستغناء عن 12 ألف سعودي، من إجمالي 17 ألف سعودي يعملون في الشركة في وظائف تتوزع بين مسؤول إدارة ومهندس وإداري ومراقب".
وكانت الصحيفة ذاتها قد كشفت، في تقرير نشرته يوم الجمعة الماضي، الاستغناء عن 50 ألفا من موظفي المجموعة، والذين رفض الكثير منهم مغادرة السعودية قبل استلام رواتبهم المتأخرة منذ أكثر من أربعة أشهر.
وتطور موقف العمال سريعا بعدما قام عدد منهم، أمس السبت، بإضرام النيران في سبع حافلات ضخمة، كانت متوقفة بالقرب من سكنهم في مكة المكرمة.
وأكد المتحدث الرسمي للإدارة العامة للدفاع المدني في مكة، الرائد نايف الشريف، أن الحادث لم تنجم عنه خسائر في الأرواح.
وتأتي هذه الحادثة بعد نحو ثلاثة أيام من فتح هيئة الطيران المدني تحقيقاً في حادث دهس خمسة عمال بسيارة أحد مسؤولي شركة بن لادن، خلال تجمّعهم أمام مكتب تابع للشركة في جدة للمطالبة بصرف رواتبهم المتأخرة، فيما أكد مكتب وزارة العمل في مكة المكرمة أنه يتابع الحادثة بعد إيقاف جميع الخدمات عن الشركة.
وكان عدد من عمال الشركة قد قاموا بتنظيم تجمع احتجاجي أمام مكتب الشركة في مشروع مطار الملك عبد العزيز الجديد في جدة، الأربعاء الماضي، للمطالبة بصرف رواتبهم المتأخرة منذ أربعة أشهر، وأقدم بعضهم على تهشيم سيارات تابعة للشركة وتحطيم مكاتبها ومحتوياتها، فيما حاول أحد مقاولي الشركة الهرب من الموقع بسيارته، فاصطدم بعدد من العمال، ما تسبب في وفاة أحدهم دهساً وإصابة آخرين.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصادر سعودية، لم تكشف عن هويتها، قولها إن تأخر الحكومة في سداد مستحقات شركات البناء العملاقة كمجموعة بن لادن و"سعودي أوجيه" المملوكة لرئيس الوزراء اللبناني السابق، سعد الحريري، يكبد الشركتين خسائر هائلة، ويجعلهما تعانيان للوفاء بالتزاماتهما المالية.
وفرضت السلطات السعودية، في سبتمبر/أيلول الماضي، عقوبات صارمة على مجموعة بن لادن، بعد حادث سقوط رافعة تابعة لها في الحرم المكي، ما أدى إلى مقتل 109 أشخاص على الأقل.
وقضت العقوبات في حينه بوقف تصنيف الشركة "ومنعها من الدخول في أي مناقصات أو مشاريع جديدة إلا بعد استكمال التحقيقات وصدور الأحكام القضائية في هذه الحادثة".
وتولت المجموعة، تنفيذ مشاريع ضخمة في السعودية، بينها برج الفيصلية وسط الرياض وبرج الساعة في مكة، الذي يعد بين الأعلى في العالم. كما تولت الشركة إنجاز مشاريع التوسعة الضخمة في المسجد الحرام.