طرحت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية في تقرير اليوم الخميس، تساؤلات تنطوي على شك بقدرة السعودية على تمويل شراء "أرامكو" حصة في "سابك" مقابل 70 مليار دولار، بعد فشلها في الطرح الأولي لـ"أرامكو"، وخاصة مع صعوبة إقناع المستثمرين بظروف الأسواق المالية.
بعد شهرين من سحب السعودية صفقة بيع أسهم كانت تتوخى منها جمع 100 مليار دولار لصندوقها السيادي، تواجه المملكة الآن عملية بيع صعبة تحاول من خلالها إقناع مستثمري السندات بالانخراط في صفقة عملاق الكيميائيات، شركة الصناعات الأساسية "سابك".
ويطرح المهندسون الماليون السعوديون خطة لجمع مبلغ يناهز 70 مليار دولار لصندوق الاستثمار العام، من خلال شراء عملاق النفط شركة "أرامكو" حصة الصندوق السيادي بالكامل لشركة "سابك"، في توجّه يمكن أن يشمل عملية بيع سندات لم يشهدها العالم من قبل.
لكن المشكلة، برأي "بلومبيرغ"، هي أن بيع الأسهم في الأسواق الناشئة هذا العام أدى إلى رفع تكاليف الاقتراض وتلاشي إصدار سندات ديون جديدة، مع تراجع العروض بنسبة 14% قياساً بعروض العام الماضي، وهذا ما سيصعّب ما تفكّر السعودية حالياً بتنفيذه.
أزمة شفافية
وكانت "بلومبيرغ" كشفت في 3 سبتمبر/ أيلول الجاري أن "أرامكو" تسعى إلى الاستحواذ على 70% من "سابك"، مشيرة إلى أن من بين خيارات تمويل الصفقة اقتراض 70 مليار دولار عبر طرح سندات دولية، إلا أن هذا الإجراء يُلزم "أرامكو" بإجرءات تتعلق بالشفافية، وهو ما يُربك مساعيها لإتمام الصفقة.
وعنونت الوكالة تقريرها السابق "أرامكو قادرة في صفقة سابك على ممارسة لعبة: البرابرة عند البوابة"، مستوحيةً ذلك من كتاب صدر عام 1989 استناداً إلى مجموعة مقالات نشرها كتّاب صحيفة "وول ستريت جورنال"، ثم ما لبث أن تحوّل إلى فيلم سينمائي عام 1993، ويتناول قصة سقوط شركة "RJR Nabisco" التي كانت تكتّلاً مختصّاً ببيع التبغ والمواد الغذائية، في إطار أكبر عملية استحواذ مدعوم بالقروض (leveraged buyout) مسجلة تاريخياً حتى عام 1988.
وأشار إلى أن "أرامكو" قد تشتري 70% في عملاق البتروكيميائيات السعودي، مع لحظ إمكان استخدام ميزانية "سابك" الخالية من الديون لتمويل هذه الصفقة.
لكن في السياق، كشف التقرير السابق أن ثمة جدلاً كبيراً دائراً حول ما إذا كان سيتم فتح سجلات "أرامكو" أمام التدقيق الخارجي، مشيراً إلى أن ولي العهد محمد بن سلمان تحدث سابقاً عن منافع الانفتاح ودفَع باتجاه طرح عام أولي للشركة، وهو خطة تم تعليقها بتحرّك من الملك سلمان، كما كشفت "بلومبيرغ" في تقرير سابق، فيما استمرت صفقة "سابك"، فيما يُفضل مسؤولون آخرون في الحكومة وفي "أرامكو" نفسها الحفاظ على سرية الأمور.
صعوبات تنويع التمويل
تزامناً، كانت وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني، قد أصدرت تقريراً قالت فيه إن أجندة تنويع موارد التمويل التي تتبناها الحكومة السعودية باتت أكثر صعوبة بعد تأجيل الطرح العام الأولي لشركة "أرامكو" النفطية العملاقة.
وأمس الأربعاء، نقلت "بلومبيرغ" عن مصادر خاصة أن صندوق الثروة السيادية السعودي سيوقع قرضاً بقيمة 11 مليار دولار هذا الأسبوع، ليكون بذلك أول اقتراض على الإطلاق.
ووفقا للمصادر المذكورة فإن بعضاً من أكبر المقرضين العالميين، بما في ذلك مجموعة "غولدمان ساكس"، و"إتش إس بي سي هولدنغز"، و"جي بي مورغان تشيس آند كو" ، تقدموا بعروض لتقديم القرض.
وأمس الأربعاء، نقلت "بلومبيرغ" عن مصادر خاصة أن صندوق الثروة السيادية السعودي سيوقع قرضاً بقيمة 11 مليار دولار هذا الأسبوع، ليكون بذلك أول اقتراض على الإطلاق.
ووفقا للمصادر المذكورة فإن بعضاً من أكبر المقرضين العالميين، بما في ذلك مجموعة "غولدمان ساكس"، و"إتش إس بي سي هولدنغز"، و"جي بي مورغان تشيس آند كو" ، تقدموا بعروض لتقديم القرض.