رصد تقرير أصدرته وكالة "بلومبيرغ" الأميركية اليوم الثلاثاء، انتعاش الأسهم في البورصة القطرية هذا العام رغم الحصار الجائر المستمر منذ أكثر من عام، مقابل تعثّر الأسهم المتداولة في أسواق الإمارات، وتحديداً في دبي.
التقرير الأميركي لاحظ أن مؤشر بورصة الدوحة يحقق أكبر المكاسب عالمياً هذا العام بالقيمة الدولارية، على ضوء ارتفاعه 15%، فيما يتم تداول مؤشر دبي عند أدنى مستوى له منذ يناير/كانون الثاني 2016، بعدما خسر 19% منذ بداية السنة.
انطلاقاً من هذه المقارنة، يشير التقرير إلى أن البورصة القطرية استطاعت في وقت سابق من هذا العام، أن تسترد كل الخسائر التي سبّبها الحصائر الجائر الذي تفرضه الدول الأربع بقيادة السعودية والإمارات على الدوحة منذ 15 شهراً.
في السياق، يلاحظ التقرير أن قطر ردّت على الحصار بخطوات استطاعات من خلالها إغراء المستثمرين، ومن ذلك سماح العديد من الشركات بزيادة الملكية الأجنبية في رأسمالها، فيما أتاحت الحكومة خيار الحصول على الإقامة الدائمة لبعض المقيمين فيها من غير المواطنين.
وتطرقت "بلومبيرغ" إلى تصريح وزير الاقتصاد والتجارة، الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني، في 7 سبتمبر/أيلول الجاري، الذي قال فيه إن الاقتصاد القطري تجاوز الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر على بلاده، واستفاد منه في فتح أسواق جديدة وتحقيق نجاحات في مجال التصدير.
وكذلك، نقلت إشارة الوزير، على هامش المنتدى القطري - الألماني في برلين، إلى أن الحصار الذي فرضته تلك الدول "بات وراءنا"، مؤكداً أنّه "نعمة لاقتصادنا"، حيث ارتفعت الصادرات وزاد الانخراط في حركة التجارة العالمية.
وتنقل الوكالة عن جويس ماثيو، رئيس أبحاث الأسهم لدى شركة "يونايتد سكيوريتيز"، التي تغطي أحوال الشركات الخليجية من العاصمة العُمانية، مسقط، قوله إن "قطر تسير في الاتجاه ذاته وبطريقة أسرع".
ورصد تقرير "بلومبيرغ" ارتفاع أسهم الشركات الكبرى في الدوحة في وقت سابق هذا العام، وسط توقعات بتدفقات مالية من المستثمرين المتابعين لمؤشرات الأسواق الناشئة، بعد تخفيف القيود المفروضة على الملكية الأجنبية، ما جعل آفاق قطاعَي المصارف والبتروكيمياويات أفضل حالاً.
في المقابل، لاحظ التقرير أن أسهم العقارات في دبي لقت مزيداً من الضغوط على المؤشر الرئيسي، على ضوء انخفاض قيمة الإيجارات وأسعار البيع، وسط ضعف أكبر يعانيه الطلب المحلي.
وفي ختام تقريرها، تنقل "بلومبيرغ" عن طلال السمهوري، مدير إدارة الأصول في شركة "أموال" المحدودة التي تتخذ من الدوحة مقراً، قوله إنه "على رغم الحصار والتحديات الجيوسياسية، استطاعت قطر أن تتكيّف مع المستجدّات، فقد نظرت إلى نفسها كجزيرة وعملت بجد في سبيل إعادة تشكيل نفسها واقتصادها".