قبيل انتخابات مجلس النواب المغربي المقرّرة غداً الجمعة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، سُجّلت سلوكيات ومظاهر اجتماعية مرتبطة بهذا الاستحقاق، منها لجوء مرشّحين إلى "بلطجية" لحمايتهم، بالإضافة إلى الاستعانة بخدمات مشعوذين أو نساء لهنّ رصيد من القبول والتواصل الاجتماعي مع السكان.
"الفتوة" أو "البلطجة" التي تنتشر خلال الحملات الانتخابية في المغرب، تنتهي عند منتصف ليل يوم الاقتراع. في هذا السياق، يلجأ المرشّحون إلى خدمات البلطجيّ ليؤمّن لهم خدمة الحراسة الشخصية أثناء لقاءاتهم وخطاباتهم وتنقلاتهم في الأحياء الشعبية خصوصاً. وعادة، يطلب مرشّحون من أحزاب مختلفة خدمات البلطجي الذي إمّا يتميّز بقدرات بدنيّة كبيرة أو يكون من أصحاب السوابق، حتى يخلّف جواً من الحذر والخوف بين سكان الأزقة والأحياء في أثناء الحملات.
عزيز ولد الكازاوية، من الذين ازداد الطلب عليهم من قبل مرشّحين للانتخابات البرلمانية في حيّ الفرح في إحدى ضواحي الرباط. يقول لـ"العربي الجديد"، إنّه "بحكم سوابقي الأمنية يحتاط منّي السكان، ولا يجرؤون على رفض طلباتي". وهو يتكلف بحماية المرشّح الذي يخشى ردّ فعل السكان والشباب العاطلين من العمل. ويشرح أنّ "المرشّح لا يظهر سوى مرّات معدودات في المنطقة التي ترشّح فيها خلال خمس سنوات (مدة ولايته)، وهو ما يثير غضب السكان ونقمتهم، خصوصاً العاطلين من العمل. قد تحدث ردود فعل عنيفة من قبل السكان ضدّ المرشح، حينها أؤدّي دور حارسه الشخصي".
ويشير ولد الكازاوية، الذي يؤمّن حماية مرشّحين من أحزاب مختلفة، إلى أنّه لا ينتمي إلى أيّ من الأحزاب ولا يعير للسياسة ولا للانتخابات أيّ اهتمام، "وكلّ ما يهمني هو تحصيل مبالغ من المال من هذا المرشح وذاك، وتوفير حملة انتخابية له في ظروف آمنة، بالإضافة إلى جلب أصوات انتخابية لصالحه".
من جهة أخرى، مهمّة استقطاب أصوات انتخابية لصالح مرشّح حزب أو آخر، غالباً ما تضطلع بها امرأة تُعرف في الحيّ بأنّها صاحبة نفوذ معنوي قوي بين السكّان، خصوصاً النساء منهم. وهي تعمل باتفاق مبدئي مع مرشّح ما، فتحاول إقناع النساء بالتصويت له في مقابل تحصيل مبلغ ماليّ معيّن.
يشير مرشّح أحد الأحزاب الصغيرة، لـ"العربي الجديد"، طالباً عدم الكشف عن هويّته، إلى أنّه "كثيراً ما ألجأ إلى خدمات سيّدة لديها علاقات طيبة مع سكّان أحد الأحياء الشعبية في ضواحي الرباط، لاستمالة الناخبين". يضيف أنّ لجوءه إلى خدمات أشخاص يستقطبون له أصواتاً انتخابية إضافية، "يسهّل عليّ مهام حملتي الانتخابية أكثر، وهو ما يدخل في سياق الخطة المرسومة للفوز بمقعد برلماني. كذلك فإنّه يمهّد للتواصل بطريقة أكثر نجاعة مع السكّان والمواطنين، ولا يكلفني إلا القليل من المال أمنحه لتلك السيدة وأمثالها".
اقــرأ أيضاً
"الفتوة" أو "البلطجة" التي تنتشر خلال الحملات الانتخابية في المغرب، تنتهي عند منتصف ليل يوم الاقتراع. في هذا السياق، يلجأ المرشّحون إلى خدمات البلطجيّ ليؤمّن لهم خدمة الحراسة الشخصية أثناء لقاءاتهم وخطاباتهم وتنقلاتهم في الأحياء الشعبية خصوصاً. وعادة، يطلب مرشّحون من أحزاب مختلفة خدمات البلطجي الذي إمّا يتميّز بقدرات بدنيّة كبيرة أو يكون من أصحاب السوابق، حتى يخلّف جواً من الحذر والخوف بين سكان الأزقة والأحياء في أثناء الحملات.
عزيز ولد الكازاوية، من الذين ازداد الطلب عليهم من قبل مرشّحين للانتخابات البرلمانية في حيّ الفرح في إحدى ضواحي الرباط. يقول لـ"العربي الجديد"، إنّه "بحكم سوابقي الأمنية يحتاط منّي السكان، ولا يجرؤون على رفض طلباتي". وهو يتكلف بحماية المرشّح الذي يخشى ردّ فعل السكان والشباب العاطلين من العمل. ويشرح أنّ "المرشّح لا يظهر سوى مرّات معدودات في المنطقة التي ترشّح فيها خلال خمس سنوات (مدة ولايته)، وهو ما يثير غضب السكان ونقمتهم، خصوصاً العاطلين من العمل. قد تحدث ردود فعل عنيفة من قبل السكان ضدّ المرشح، حينها أؤدّي دور حارسه الشخصي".
ويشير ولد الكازاوية، الذي يؤمّن حماية مرشّحين من أحزاب مختلفة، إلى أنّه لا ينتمي إلى أيّ من الأحزاب ولا يعير للسياسة ولا للانتخابات أيّ اهتمام، "وكلّ ما يهمني هو تحصيل مبالغ من المال من هذا المرشح وذاك، وتوفير حملة انتخابية له في ظروف آمنة، بالإضافة إلى جلب أصوات انتخابية لصالحه".
من جهة أخرى، مهمّة استقطاب أصوات انتخابية لصالح مرشّح حزب أو آخر، غالباً ما تضطلع بها امرأة تُعرف في الحيّ بأنّها صاحبة نفوذ معنوي قوي بين السكّان، خصوصاً النساء منهم. وهي تعمل باتفاق مبدئي مع مرشّح ما، فتحاول إقناع النساء بالتصويت له في مقابل تحصيل مبلغ ماليّ معيّن.
يشير مرشّح أحد الأحزاب الصغيرة، لـ"العربي الجديد"، طالباً عدم الكشف عن هويّته، إلى أنّه "كثيراً ما ألجأ إلى خدمات سيّدة لديها علاقات طيبة مع سكّان أحد الأحياء الشعبية في ضواحي الرباط، لاستمالة الناخبين". يضيف أنّ لجوءه إلى خدمات أشخاص يستقطبون له أصواتاً انتخابية إضافية، "يسهّل عليّ مهام حملتي الانتخابية أكثر، وهو ما يدخل في سياق الخطة المرسومة للفوز بمقعد برلماني. كذلك فإنّه يمهّد للتواصل بطريقة أكثر نجاعة مع السكّان والمواطنين، ولا يكلفني إلا القليل من المال أمنحه لتلك السيدة وأمثالها".
ليس "البلطجيّ" ولا "المرأة القوية" وحدهما اللذان يميزان الحملات الانتخابية في المغرب، بل نجد كذلك "البراح" الذي يضطلع بدور الهتاف راكباً في سيارة أو على دراجة أو يتنقّل سيراً على الأقدام، لصالح مرشّح معيّن. فيطوف الأحياء التابعة لدائرة انتخابية معيّنة وهو يصيح بأعلى صوته أو عبر مكبّر للصوت في أحسن الأحوال، معدّداً خصال المرشّح ومشيداً بأخلاقه.
ويعمد "البراح" بعد اتفاق مبدئي بينه وبين المرشّح الذي يؤمّن له مبلغاً مالياً لقاء خدماته، إلى الصياح بكلّ ما أوتي من قوة صبحاً ومساءً وهو يتجوّل في الأزقة، حاملاً شعار الحزب وصورة المرشّح. مهمّته دعوة السكّان إلى التصويت للمرشح الفلاني دون غيره. ومن مهامه كذلك، توزيع المنشورات الانتخابية طيلة أيام الحملة التي تستمرّ أسبوعَين. تجدر الإشارة إلى أنّه قد يعمل لفائدة أكثر من مرشّح لو استطاع ترتيب جدوله الزمني، كذلك فإنّه قد "يطوّر" عمله من خلال ترديد شعارات أو أغاني يحرّفها قليلاً لتتناسب وشعارات الحزب أو لتلائم توجّهات المرشّح.
في سياق متصل، انتشرت أخبار خلال انتخابات سابقة عن لجوء مرشّحين إلى خدمات مشعوذين وسحرة، يرشدونهم إلى ما يتعيّن عليهم فعله للفوز بالمقعد البرلماني وإزاحة منافسيهم من طريقهم. كذلك، يقرأ هؤلاء طالعهم السياسي وإذا كانوا سوف ينجحون في ولوج مجلس النواب.
وتعلّق الباحثة في علم الاجتماع مريم العوفير، على هذه "الظواهر الطريفة" في الانتخابات المغربية، قائلة لـ"العربي الجديد"، إنّها "سلوكيات وتصرفات اجتماعية تخضع أولاً لمن يعطي مالاً أكثر، ولا تخضع لولاء مرتبط بحزب سياسي معيّن، بالتالي فإنّها تظلّ ظواهر غير محكومة بالمنطق". تضيف العوفير: "مثل أيّ حدث جماعي له بُعد وطنيّ، يخلق نظام الانتخابات من دون قصد طفيليات وشوائب تمسّ بنزاهة العملية الانتخابية". وتشير إلى أنّ "الانتخابات قد تكون كذلك فرصة للعاطلين من العمل والمتطفلين ليقدّموا خدمات من دون مراعاة للضمير ولا للأخلاق". وتشدّد على أنّ "المرشحين مسؤولون كذلك عن هذه الظواهر السيئة، إذ إنّهم يقبلون بها وهم على عتبة مؤسّسة تشرّع القوانين للناس".
اقــرأ أيضاً
ويعمد "البراح" بعد اتفاق مبدئي بينه وبين المرشّح الذي يؤمّن له مبلغاً مالياً لقاء خدماته، إلى الصياح بكلّ ما أوتي من قوة صبحاً ومساءً وهو يتجوّل في الأزقة، حاملاً شعار الحزب وصورة المرشّح. مهمّته دعوة السكّان إلى التصويت للمرشح الفلاني دون غيره. ومن مهامه كذلك، توزيع المنشورات الانتخابية طيلة أيام الحملة التي تستمرّ أسبوعَين. تجدر الإشارة إلى أنّه قد يعمل لفائدة أكثر من مرشّح لو استطاع ترتيب جدوله الزمني، كذلك فإنّه قد "يطوّر" عمله من خلال ترديد شعارات أو أغاني يحرّفها قليلاً لتتناسب وشعارات الحزب أو لتلائم توجّهات المرشّح.
في سياق متصل، انتشرت أخبار خلال انتخابات سابقة عن لجوء مرشّحين إلى خدمات مشعوذين وسحرة، يرشدونهم إلى ما يتعيّن عليهم فعله للفوز بالمقعد البرلماني وإزاحة منافسيهم من طريقهم. كذلك، يقرأ هؤلاء طالعهم السياسي وإذا كانوا سوف ينجحون في ولوج مجلس النواب.
وتعلّق الباحثة في علم الاجتماع مريم العوفير، على هذه "الظواهر الطريفة" في الانتخابات المغربية، قائلة لـ"العربي الجديد"، إنّها "سلوكيات وتصرفات اجتماعية تخضع أولاً لمن يعطي مالاً أكثر، ولا تخضع لولاء مرتبط بحزب سياسي معيّن، بالتالي فإنّها تظلّ ظواهر غير محكومة بالمنطق". تضيف العوفير: "مثل أيّ حدث جماعي له بُعد وطنيّ، يخلق نظام الانتخابات من دون قصد طفيليات وشوائب تمسّ بنزاهة العملية الانتخابية". وتشير إلى أنّ "الانتخابات قد تكون كذلك فرصة للعاطلين من العمل والمتطفلين ليقدّموا خدمات من دون مراعاة للضمير ولا للأخلاق". وتشدّد على أنّ "المرشحين مسؤولون كذلك عن هذه الظواهر السيئة، إذ إنّهم يقبلون بها وهم على عتبة مؤسّسة تشرّع القوانين للناس".