الموسوعة تتكوّن من 11 مجلداً، يعتمد فيها الدباغ على مراجع تاريخية وجغرافية عربية وأجنبية، قديمة وحديثة، إلى جانب الدوريات والمجلات والصحف العربية، حيث يبدأ الجزء الأول منها بمجلد عنوانه "جغرافية فلسطين وتاريخها: نظرة عامة".
يتحدث في حفل الإطلاق اليوم كل من الأكاديمي طارق متري، رئيس مجلس أمناء "مؤسسة الدراسات الفلسطينية"، ومدير "معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية"، والحقوقي صلاح الدين الدباغ، والباحثة بيان نويهض الحوت، والباحث ماهر الشريف، والمحرر في "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" سمير الديك.
الدباغ، المولود في يافا (1897-1989)، كان قد بدأ يشتغل على بحثه الموسوعي هذا في عام النكبة، حيث ركب البحر راحلاً من يافا، وأجبره القبطان على رمي حقيبته لتخفيف وزن المركب، ففعل لكنه عاد وبدأ بحثه من جديد ما لاحقاً.
في كل جزء من مجلدات الموسوعة يتوقف الدباغ عند مدينة فلسطينية، فيذكر تاريخها القديم والحديث، ومساحتها، ويتحدث عن سكانها، ويتوقف عند خرائطها القديمة والحديثة، ويتطرق إلى مدارسها.
فعلى سبيل المثال يفرد الجزء الثاني من القسم الأول للحديث عن غزة وبئر السبع، فنجده يعود إلى تاريخها في العصور القديمة وأشهر الطرق التي كانت تمر من هذه المنطقة، ويتناول فترة الحروب الصليبية، والحقبة العثمانية، والتاريخ الديني، فقد اتخذ منها الشافعي مستقراً له في فترة ما.
يحكي الدباغ أيضاً عن زيارة جمال عبد الناصر في عراق المنشية، ومن يقرأ الفصل سيفاجأ لوجود هذا العدد الكبير من القرى والبلدات الصغيرة ضمن غزة، كما يتحدث عن المدارس وفيها والطرق الرئيسية والخرائط القديمة، وكيف جرى احتلالها.
هكذا يفعل الدباغ مع كل مدينة فلسطينية، إنه يرسم لها خريطة سياسية وثقافية واجتماعية وسكانية وعمرانية على مدى عصور، سنجد مجلداً عن "الديار النابلسية"، و"في الديار اليافية" وفي هذا الجزء أيضاً يتناول الرملة واللد، وهناك جزء خاص بالقدس ورام الله وبيت لحم، وجزء بعنوان "في ديار الخليل" وغيرها.
ورغم ضخامة هذا العمل، الذي استغرق سنوات لإنجازه، لكنه ليس عمل الدباغ الوحيد، فقد صدر له 11 كتاباً آخر معظمها في حقل تاريخ المنطقة العربية؛ ومن أبرز هذه الإصدارات: "التاريخ القديم للوطن العربي" (1951)، و"قطر ماضيها وحاضرها" (1961)، و"الموجز في تاريخ الدول العربية وعهودها في بلادنا فلسطين" وصدر في جزئين عامي 1980 و1981.