"بطريقك" مبادرة شبابية لتخفيف أزمة النقل في سورية

25 ابريل 2019
قلة وسائل النقل جراء أزمة الوقود (Getty)
+ الخط -
يعاني اليوم الكثير من السوريين في مناطق سيطرة النظام، من قلة وسائل النقل العامة، جراء أزمة الوقود التي تفاقمت مؤخرا، في وقت رفع فيه سائقو سيارات الأجرة تعرفة النقل نحو 300 في المائة، بذريعة قلة البنزين ووقوفهم لساعات طويلة للحصول على 20 لترا منه وهي مخصصات السيارة كل 48 ساعة، الأمر الذي دفع عددا من الناشطين في المجتمع المدني إلى إطلاق مبادرات تحاول التخفيف من معاناة الناس.

وانطلقت المبادرات التي تركز على نقل الناس مجاناً، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وسرعان ما لاقت تفاعلا، وتركزت المبادرات على تشكيل مجموعات عامة يعلن عبرها أعضاؤها عن مركز انطلاقهم وخط سيرهم ونقطة وصولهم، ومنهم من يسجل موعد عودته أيضا، إضافة إلى مواصفات السيارة، ومنهم من وضعوا أرقام هواتفهم للتواصل. وقد تعددت تلك المجموعات بحسب المناطق، فهناك مجموعة بدمشق وأخرى في طرطوس وثالثة في اللاذقية وغيرها من المناطق.

وقال حمزة عيد (21 عاما)، طالب جامعي في دمشق لـ "العربي الجديد"، "قبل أزمة الوقود كنا نعاني من الازدحام الشديد وقلة الباصات، طبعا لم أفكر في ركوب سيارة أجرة، فالمبلغ الذي قد أدفعه يكفيني لدفع تنقلاتي لمدة خمسة أيام، لكن بعد أزمة الوقود زاد الأمر سوءا ولم نعد نجد مكانا في الباص، خلال الأسبوع الماضي عدت إلى منزلي ثلاث مرات سيرا على الأقدام".

وحول مبادرة بـ "طريقك"، قال "أنا مشترك في المجموعة العامة للمبادرة، وهناك أشخاص  يضعون تحركاتهم ويعرضون من يحب مرافقتهم مشكورين، لكن لم ألمس أنها حلت الأزمة على الأرض، فأنا أقف أكثر من ساعة أمام الجامعة حتى أجد الباص، ومن ثم أتوجه إلى المنزل سيرا على الأقدام على أمل أن أجد حافلة أكمل بها الطريق، وبالطبع الوضع في الصباح ليس بأفضل".

وأضاف "رأيت أمس سيارة تضع على زجاجها الأمامي ورقة كتب عليها وسم "هاشتاغ" #بطريقك، لكن لا يوجد عدد كبير من السيارات".

من جانبه، قال أبو جواد (50 عاما)، صاحب محل تجاري في باب الجابي ويقيم في ركن الدين، وأحد المشاركين في حملة بطريقك، لـ "العربي الجديد"، "إن وضع التنقل في دمشق سيئ للغاية، كثير من الناس لا تحرك سياراتها لتوفير البنزين، وآخرين لا يستطيعون الوقوف لساعات أمام محطات الوقود، والحملة نوع من بث شعور التكافل، لكن بكل تأكيد لا تحل مشكلة".

وأضاف "خلال اليومين الماضيين، اصطحبت بعض الشباب بطريقي، خلال ذهابي للعمل وعودتي، لكن من كان يقف على جوانب الطريق بانتظار وسيلة نقل أكثر بكثير مما يمكن أن ننقله".


من جهتها، قالت سمية عبد الكريم (33 عاما)، موظفة في دمشق، لـ "العربي الجديد"، "المبادرة لطيفة وتبين أن هناك أناسا يرغبون بتقديم المساعدة، لكن الأمر لن يحل المشكلة، فأنا شخصيا لا أجرؤ على الركوب في سيارة مع شخص لا أعرفه، وحتى لو كنت مع مجموعة فتيات"، متسائلة "كيف أميز بين من يعرض خدمته في التوصيل وبين الذي يتحرش؟".

وأضافت "أتابع على صفحات فيسبوك منشورات لأشخاص يعرضون خدماتهم بنقل أشخاص على طريقهم، لكن على الأرض لم ألحظ أن الحملة تترك أثرها".

المساهمون