كما جرت العادة، فإن مراكز الإعلام العربي تسعى بشكل مستمر إلى استنساخ البرامج التلفزيونية الأميركية الناجحة، وإصدار نسخ عربية منها. ولعل برنامج "بروجكت رانواي"، المتخصص في تصميم الأزياء، هو أحدث هذه البرامج المقتبسة فكرته عن برنامج أجنبي.
وتمتاز النسخ العربية من البرامج الأميركية بمتاجرتها بالقضايا الإنسانية، ولاسيما قضية اللاجئين السوريين، التي أصبحت موضوعاً ثابتاً في برامج المواهب وتلفزيون الواقع، لتتحول معاناة السوريين إلى عنصر ينكّه البرامج الفارغة بطعم القضية الإنسانية والقيم العليا. وذلك بالضبط ما حدث في حلقة الأسبوع الماضي من برنامج "بروجكت رانواي"، حيث استهلك البرنامج القضية السورية إلى أقصى حد ممكن، فخُصصت حلقة كاملة لاستعراض الإنسانية والعمل الخيري، من خلال التحدي الذي شارك فيه مصممو الأزياء، لتصميم أزياء خاصة باللاجئين السوريين في لبنان.
بين دموع مصممي الأزياء المفتعلة، أعلنت النجمة اللبنانية وسفيرة النوايا الحسنة لليونيسف، نانسي عجرم، عن التحدي الإنساني الذي ينبغي على المتسابقين تخطيه، بالكلمات التالية: "أنا أعرف ما الذي تشعرون به، كثيرون منكم يشاهدون المخيمات واللاجئين لأول مرة، أما أنا فتعوّدت لأني شاهدتهم أكثر من مرة... برأيي كل المواهب في كل المجالات تستطيع خدمة المجتمع بطريقة معينة، لهذا السبب أتينا إلى المخيم"، وتطلب في نهاية المشهد الدرامي من المصممين، تصميم أزياء خاصة للاجئين، تناسب الرجال والنساء في آنٍ واحد، وتحميهم من البرد القارس في الشتاء.
قطعة من الثياب تناسب الرجال والنساء معاً، لها نفس اللون، وتوزع على جميع اللاجئين في المخيمات. هل هي فكرة نبيلة حقاً؟ وألا تستطيع أسرة البرنامج أن توزع المساعدات من دون هذا الاستعراض؟ وهل هناك طريقة أفضل من هذه لتنميط اللاجئين السوريين؟ ما حصل كان باختصار طريقة مثالية لترسيخ صورة اللاجئ السوري وتجريده من عناصر هويته الفردية، بما فيها الجندرة، وكأن الصفة الوحيدة التي يحق لسكان المخيمات امتلاكها هي صفة اللاجئ الضحية الذي يتوجب علينا مقابلته بالدموع والمساعدات الإنسانية.
وبعد أن أنهى المصممون عملهم، وعُرضت أزياؤهم أمام اللجنة، اصطدموا بتعليقات من لجنة التحكيم لا تمت لفن تصميم الأزياء بصلة، حيث أُعجبت نانسي عجرم ببعض التصميمات لأنها تلائم اللاجئين واستطاعت تخيلهم بها، واقتصرت تعليقات عفاف جنيفان على جمال اللون، والدفء الذي ستتسبب به السترة التي يرتديها "الموديل"، ولم تكن تعليقات المصمم اللبناني العالمي إيلي صعب أفضل حالاً، فهو أُعجب بأحد التصاميم بسبب وجود كلمة Syria عليه، وانتقد آخر، لأنه يبدو جميلاً بالنسبة لأي امرأة عادية، وليست لاجئة.
وأما التصميم الذي ربح المنافسة، فهو جاكيت طويل، ذو لون أخضر داكن، له قبة من الفرو، وبطانة سميكة، ومن الممكن فصل الأذرع عنه ليصبح فيست.
بالتأكيد، فإن السترة الخضراء الخاصة باللاجئين، ستسعد الآلاف منهم وتحميهم من البرد القارس، وهم يجلسون في خيم تدلق أسقفها الماء، ولا تقاوم عوامل الطبيعة. والأهم من ذلك، أنها ستضفي طابعاً جمالياً على الحملات الإنسانية المصورة في المستقبل القريب.
اقــرأ أيضاً
وتمتاز النسخ العربية من البرامج الأميركية بمتاجرتها بالقضايا الإنسانية، ولاسيما قضية اللاجئين السوريين، التي أصبحت موضوعاً ثابتاً في برامج المواهب وتلفزيون الواقع، لتتحول معاناة السوريين إلى عنصر ينكّه البرامج الفارغة بطعم القضية الإنسانية والقيم العليا. وذلك بالضبط ما حدث في حلقة الأسبوع الماضي من برنامج "بروجكت رانواي"، حيث استهلك البرنامج القضية السورية إلى أقصى حد ممكن، فخُصصت حلقة كاملة لاستعراض الإنسانية والعمل الخيري، من خلال التحدي الذي شارك فيه مصممو الأزياء، لتصميم أزياء خاصة باللاجئين السوريين في لبنان.
بين دموع مصممي الأزياء المفتعلة، أعلنت النجمة اللبنانية وسفيرة النوايا الحسنة لليونيسف، نانسي عجرم، عن التحدي الإنساني الذي ينبغي على المتسابقين تخطيه، بالكلمات التالية: "أنا أعرف ما الذي تشعرون به، كثيرون منكم يشاهدون المخيمات واللاجئين لأول مرة، أما أنا فتعوّدت لأني شاهدتهم أكثر من مرة... برأيي كل المواهب في كل المجالات تستطيع خدمة المجتمع بطريقة معينة، لهذا السبب أتينا إلى المخيم"، وتطلب في نهاية المشهد الدرامي من المصممين، تصميم أزياء خاصة للاجئين، تناسب الرجال والنساء في آنٍ واحد، وتحميهم من البرد القارس في الشتاء.
قطعة من الثياب تناسب الرجال والنساء معاً، لها نفس اللون، وتوزع على جميع اللاجئين في المخيمات. هل هي فكرة نبيلة حقاً؟ وألا تستطيع أسرة البرنامج أن توزع المساعدات من دون هذا الاستعراض؟ وهل هناك طريقة أفضل من هذه لتنميط اللاجئين السوريين؟ ما حصل كان باختصار طريقة مثالية لترسيخ صورة اللاجئ السوري وتجريده من عناصر هويته الفردية، بما فيها الجندرة، وكأن الصفة الوحيدة التي يحق لسكان المخيمات امتلاكها هي صفة اللاجئ الضحية الذي يتوجب علينا مقابلته بالدموع والمساعدات الإنسانية.
وبعد أن أنهى المصممون عملهم، وعُرضت أزياؤهم أمام اللجنة، اصطدموا بتعليقات من لجنة التحكيم لا تمت لفن تصميم الأزياء بصلة، حيث أُعجبت نانسي عجرم ببعض التصميمات لأنها تلائم اللاجئين واستطاعت تخيلهم بها، واقتصرت تعليقات عفاف جنيفان على جمال اللون، والدفء الذي ستتسبب به السترة التي يرتديها "الموديل"، ولم تكن تعليقات المصمم اللبناني العالمي إيلي صعب أفضل حالاً، فهو أُعجب بأحد التصاميم بسبب وجود كلمة Syria عليه، وانتقد آخر، لأنه يبدو جميلاً بالنسبة لأي امرأة عادية، وليست لاجئة.
وأما التصميم الذي ربح المنافسة، فهو جاكيت طويل، ذو لون أخضر داكن، له قبة من الفرو، وبطانة سميكة، ومن الممكن فصل الأذرع عنه ليصبح فيست.
بالتأكيد، فإن السترة الخضراء الخاصة باللاجئين، ستسعد الآلاف منهم وتحميهم من البرد القارس، وهم يجلسون في خيم تدلق أسقفها الماء، ولا تقاوم عوامل الطبيعة. والأهم من ذلك، أنها ستضفي طابعاً جمالياً على الحملات الإنسانية المصورة في المستقبل القريب.