"برج البكوش": ترميم بعد إهمال

12 مارس 2018
(قصر برج البكوش)
+ الخط -

منذ قرار وزارة الثقافة مطلع عام 2015 إخلاء قصر برج البكوش حماية للموقع الأثري الذي تحتصنه مدينة أريانة بالقرب من تونس العاصمة، أحيل الملف إلى لجنة متخصّصة من أجل إعداد الدراسة والمسوحات اللازمة من أجل إعادة تأهيله، والتي تأخّرت تقديم نتائجها حتى وقت قريب.

تعرّض المكان، الذي يعد أحد أبرز القصور في المدينة ومنها قصر الزاوش وقصر عبد الرحمان بن عياد، إلى إهمال شديد لأكثر من عشر سنوات، حتى تحوّل إلى مكان مهجور تسكنه الحيوانات الضالة، كما استحوذت ثلاث عائلات على أجزاء منه واتخذته سكناً لها.

قبل أيام، أعلن رئيس اللجنة الجهوية للتربية والثقافة والشباب بالمجلس الجهوي لولاية أريانة كريم الهلالي، وجود اتفاق مع وزارة الثقافة ينصّ على "ترميم المعلم الأثري وتهيئته ليصبح مركّباً ثقافياً متعدّد الاختصاصات وفضاء لاحتضان العروض الفنية والثقافية بالجهة بمعايير الفضاءات الثقافية الدولية"، وفق تصريحه.

وأشار الهلالي إلى أن القصر الذي تمتدّ على مساحة أربعة آلاف متر مربع، سيخصّص لأعمال ترميمه موازنة تقدّر بـ خمسة ملايين دينار (حوالي 2.6 مليون دولار) كانت الوزارة قد اعتمدتها سابقاً لإنجاز مركز ثقافي في المدينة.

وبانتظار توقيع الاتفافية في الأيام المقبلة، ستنطلق عملية إحياء برج البكوش التي سيتولاها "المعهد الوطني للتراث"، حيث ستوضع خطة من قبل خبراء ومختصّين من أجل الحفاظ على خصوصية المكان المعمارية باعتباره مصنّفاً ضمن المعالم الأثرية في المنطقة.

يعود بناء قصر برج البكوش إلى القرن الثامن عشر، ويعكس تأثّراً بالطابع الأندلسي في تصميمه وشكل حدائقه وزخارفه الداخلية والخارجية وأعمدته بتيجانها ونقوشها، نتيجة موجات هجرة الأندلسيين إلى المدينة واستقرارهم فيها.

يُذكر أن قصور أريانة لم يجر ترميمها طوال العقود الماضية، وقد تعرّض سابقاً قصر بن عيّاد الذي يستخدم مقرّاً لبلدية المدينة إلى انهيار أجزاء من الفناء الخلفية منه في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حيث من المنتظر ان تبدأ أعمال ترميمه هذا العام أيضاً.

المساهمون