في الصباح، يتوجّهُ عدد من النيباليّين إلى الجامع. يُصلّون صلاة العيد. لا يكتفي البعض بالأدعية المعتادة في هذه المناسبة. هذا عيدٌ للفرح، ويريدون أن يفرحوا. يطلبون من الله أن يعيد عليهم شهر رمضان والعيد بظروفٍ مختلفة ربّما. لدى الجميع ما يتمنون تحقيقه أو الحصول عليه. بعض المال أو وظيفة أفضل أو أطفال أو شفاء من مرض، جميعها قد تدخل البهجة إلى قلوبهم.
ولا ينسون الدعاء إلى الشعب النيبالي عموماً، هو الذي يعاني من أزمات كثيرة. كان آخرها الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في شهر أبريل/نيسان الماضي، ما أدى إلى تضرر حوالي ثمانية ملايين شخص، أي ما يعادل أكثر من ربع سكان البلاد.
بلغت قوة الزلزال المدمر 7.8 درجات، ما أدى إلى تدمير العديد من المباني في العاصمة كاتماندو، بالإضافة إلى وقوع أضرار بالغة في المناطق الريفية في مختلف أنحاء العاصمة.
آثار الزلزال حاضرة. وما زالوا في حالة حزن على ضحاياهم. بعد الصلاة، يتوجهون إلى المقابر ويقرأون سورة الفاتحة ويدعون لهم بالجنة. كان حدثاً أليماً. ربّما يعتادُ المرء على الغياب وإن كان يخلف وراءه ثغرة في الروح قد تبقى إلى الأبد. في النيبال، وتحديداً بعد صلاة العيد، يترُكُ المصلون "البالونات" لتحلّق في السماء، ويكتبون عليها: "عيد سعيد". هذه طريقتهم لاستقبال العيد، وربما لتهنئة من ماتوا جراء الزلزال، بعدما صعدت أرواحهم إلى السماء.
اقرأ أيضاً: كان لي بيتٌ