يصادف اليوم 18 أيار/ مايو "اليوم العالمي للمتاحف"، وقد أُطلقت الاحتفالية هذا العام تحت عنوان إشكالي وأساسي هو "مستقبل التقاليد"، والذي يتضمن سؤالاً حول إمكانية أن تكون التقاليد أو الموروثات المادية معاصرة وإلى أي حد يمكن ذلك، كما تنطوي العبارة على محاولة الموزانة بين هذين العالمين المتنافسين عادة وتطرح إشكالية دور المتاحف مستقبلاً.
كما يطرح سؤال اليوم العالمي للمتاحف ضمنياً مسألة التمثيل، خاصة حين يتعلق الأمر بتمثيل تراث السكان الأصليين أو الأعراق المختلفة في المتاحف الغربية، والتي غالباً ما تأخذ شكلاً سلبياً مقارنة بالمكانة الحقيقية التي تشغلها هذه الشعوب في الثقافة المادية واللامادية الماضية والمعاصرة.
على الرغم من صعوبة العلاقة بين المتاحف والشعوب الأصلية في الماضي القريب، تميل مجتمعات السكان الأصليين اليوم إلى رؤية المتاحف على أنها تتيح فرصة لتقديم قصتهم الخاصة، لكن كم نسبة القيمين في المتاحف الغربية من غير الأوروبيين؟
من أبرز النماذج على العلاقة بين التقاليد والمعاصرة في المتاحف، تلك التي يبزرها متحف قرية كسرى للتراث في تونس، فالمتحف الذي بدأ يستقبل زائريه عام 2001، أقيم بالقرب من آثار الحصن البيزنطي الذي يمثل مرحلة من مراحل تاريخ كسرى الذي يعود إلى العهود البونية.
يضم المتحف مئتي قطعة أثرية تعود للعهد الروماني، لكن ذلك لم يمنع منظميه من جعله فضاء لأهل بلدة كسرى التي تقع شمال غرب العاصمة التونسية، فالطابق العلوي للمتحف مفتوح لأهل البلدة ليستقبلوا فيه ضيوفهم.
وربما تكون متاحف العراق في المنطقة العربية، من أكثر المتاحف التي تعرضت لشتى ضروب النهب والتدمير في العقدين الأخيرين، وفي هذا السياق تنظم "المحطة" في بغداد، عند التاسعة من مساء اليوم محاضرة بعنوان "تسليط الضوء على عمل المتاحف العراقية" يلقيها الأكاديمي عباس عبد منديل.
يتناول مدير متاحف المحافظات في الهيئة العامة للآثار، عدة محاور منها تصنيف المتاحف، وأنواع المقتنيات، ومصادر المقتنيات، وتصنيف المتاحف في العراق، ودور ووظيفة المتحف، ويلي المحاضرة حوار مفتوح عن إمكانية تطوير عمل المتاحف في العراق.
وبمناسبة اليوم العالمي للمتاحف أيضاً تفتح معظم المتاحف في البلدان العربية أبوابها مجاناً ولساعات متأخرة من الليل، وتقام ندوات ومحاضرات ومعارض مختلفة الاهتمامات.