اعتاد عمروش أوقاسي (29 عاما)، على المشاركة في فعاليات التضامن الاجتماعي المختلفة بين سكان منطقة "بوغني" في ولاية تيزي وزو (110 كيلومترات شرقي العاصمة الجزائرية).
نشاطات وعادات كانت حتى وقت قريب تجمع بين الأسر في قرى و"مداشر" الولاية، كبرت تفاصيلها معه، ويتذكر صورة جدّه الراحل وهو يحضر برنوسه (معطفه)، وقفّته (سلته) وطاقيته المصنوعتين من خشب الدوم، ويكون أول الحاضرين عند توزيع الأضاحي على فقراء القرية خلال أيام الجمعة على مدار العام.
يستذكر عمروش تلك الأيام، ويحتفظ بالذكريات الراسخة في ذهنه، وكيف كان يساعد والده في تقسيم اللحم ووضعه في أكياس بالتساوي، وتوزيعها بعد ذلك على المحتاجين من سكان القرية.
يقول عمروش لـ"العربي الجديد"، إن هذه العادة في منطقة القبائل وسط الجزائر يطلق عليها "الوزيعة"، أو "ثمشريط"، وغالبا ما تُنظم ويُحتفى بها أيام الأعياد والمناسبات سواء في رمضان أو عيدي الفطر والأضحى، أو احتفالات المولد النبوي، أو تكون بمبادرة من أغنياء القرية، في التفاتة تزرع التضامن بين الأهالي في منطقة القبائل الكبرى، تقام أيام الجمعة.
ويوضح عمروش أن احتفالية "الوزيعة" أو "ثمشريط"، التي تعني باللغة الأمازيغية "التكافل وتوزيع أشهى الطعام، خصوصا اللحوم لمساعدة الفقراء"، تشمل الكبير والصغير في المنطقة، ويساهم فيها الرجال والنساء.
اقــرأ أيضاً
ويضيف: "الجميع هنا في قرى ومداشر منطقة القبائل متساوون"، لافتا إلى أن هذه العادة تبث الفرحة في قلوب الفقراء وتساوي بين الفقير والغني، وتمنح الغني فرصة مشاركة الفقير في الطعام، لا سيما العائلات الكبيرة في المنطقة والمعروفة بثرائها، فيوزعون اللحوم في جو يسوده التضامن والتلاحم الاجتماعي.
تاريخيا يتوارث عادة "الوزيعة" أو "ثمشريط" سكان منطقة القبائل أبا عن جدّ. يقول الأستاذ في الثقافة الشعبية في جامعة الجزائر، أمنحد أوقاسي، لـ"العربي الجديد": "تعدّ احتفالية كبيرة تقام في يوم الجمعة المبارك نهاية الأسبوع، ويعكف كبار القرية على جمع الأموال لشراء الخراف، ثم نحرها صبيحة الجمعة لتوزيعها على الأسر الفقيرة، على مستوى القرى المجاورة دون استثناء".
"الوزيعة"، بحسب أوقاسي، تعني توزيع اللحوم أيضا على عابري السبيل من سكان المناطق الأخرى، الذين يختارون منطقة القبائل معبرا لهم، والعادة تخلّد صورة من صور التكافل الاجتماعي بين الجزائريين، وأصبحت تنظّم في كل مناسبة دينية، سواء في شهر رمضان أو في الأعياد، وحتى عند الاحتفال بالزواج، لمساعدة الشباب على إتمام "نصف دينهم" في جو أخوي وعائلي.
ويشير إلى أن موسم جني الزيتون في منطقة القبائل يعتبر احتفالا كبيرا بالنسبة لسكان منطقة تيزي وزو، وتنظم العائلات الولائم، خصوصا طهي طبق الكسكسي باللحم والخضروات والبقول الجافة، التي تخصص للفقراء في جو بهيج. في حين يفضّل كثيرون الاستفادة من نصيبهم من اللحوم الطازجة التي توزع عليهم في البيوت. وتستمر "الوزيعة" على مدى أيام حتى إنهاء عملية جني الزيتون.
من جانبه، يوضح الأستاذ في علم الاجتماع الأسري في جامعة وهران، عبد المجيد سعدي، لـ"العربي الجديد"، بأن "الوزيعة" أو "ثمشريط"، تلك العادة التي توارثتها الأسر الجزائرية، خصوصا في منطقة القبائل الكبرى، تحولت اليوم إلى احتفالية تحمل أبعادا إنسانية واجتماعية، وتلخص صورة التكافل الاجتماعي، وتهدف إلى تقوية الروابط الإنسانية بين الجيران وأبناء الحي والمنطقة والقرية الواحدة في جميع الولايات الجزائرية دون استثناء.
اقــرأ أيضاً
نشاطات وعادات كانت حتى وقت قريب تجمع بين الأسر في قرى و"مداشر" الولاية، كبرت تفاصيلها معه، ويتذكر صورة جدّه الراحل وهو يحضر برنوسه (معطفه)، وقفّته (سلته) وطاقيته المصنوعتين من خشب الدوم، ويكون أول الحاضرين عند توزيع الأضاحي على فقراء القرية خلال أيام الجمعة على مدار العام.
يستذكر عمروش تلك الأيام، ويحتفظ بالذكريات الراسخة في ذهنه، وكيف كان يساعد والده في تقسيم اللحم ووضعه في أكياس بالتساوي، وتوزيعها بعد ذلك على المحتاجين من سكان القرية.
يقول عمروش لـ"العربي الجديد"، إن هذه العادة في منطقة القبائل وسط الجزائر يطلق عليها "الوزيعة"، أو "ثمشريط"، وغالبا ما تُنظم ويُحتفى بها أيام الأعياد والمناسبات سواء في رمضان أو عيدي الفطر والأضحى، أو احتفالات المولد النبوي، أو تكون بمبادرة من أغنياء القرية، في التفاتة تزرع التضامن بين الأهالي في منطقة القبائل الكبرى، تقام أيام الجمعة.
ويوضح عمروش أن احتفالية "الوزيعة" أو "ثمشريط"، التي تعني باللغة الأمازيغية "التكافل وتوزيع أشهى الطعام، خصوصا اللحوم لمساعدة الفقراء"، تشمل الكبير والصغير في المنطقة، ويساهم فيها الرجال والنساء.
ويضيف: "الجميع هنا في قرى ومداشر منطقة القبائل متساوون"، لافتا إلى أن هذه العادة تبث الفرحة في قلوب الفقراء وتساوي بين الفقير والغني، وتمنح الغني فرصة مشاركة الفقير في الطعام، لا سيما العائلات الكبيرة في المنطقة والمعروفة بثرائها، فيوزعون اللحوم في جو يسوده التضامن والتلاحم الاجتماعي.
تاريخيا يتوارث عادة "الوزيعة" أو "ثمشريط" سكان منطقة القبائل أبا عن جدّ. يقول الأستاذ في الثقافة الشعبية في جامعة الجزائر، أمنحد أوقاسي، لـ"العربي الجديد": "تعدّ احتفالية كبيرة تقام في يوم الجمعة المبارك نهاية الأسبوع، ويعكف كبار القرية على جمع الأموال لشراء الخراف، ثم نحرها صبيحة الجمعة لتوزيعها على الأسر الفقيرة، على مستوى القرى المجاورة دون استثناء".
"الوزيعة"، بحسب أوقاسي، تعني توزيع اللحوم أيضا على عابري السبيل من سكان المناطق الأخرى، الذين يختارون منطقة القبائل معبرا لهم، والعادة تخلّد صورة من صور التكافل الاجتماعي بين الجزائريين، وأصبحت تنظّم في كل مناسبة دينية، سواء في شهر رمضان أو في الأعياد، وحتى عند الاحتفال بالزواج، لمساعدة الشباب على إتمام "نصف دينهم" في جو أخوي وعائلي.
ويشير إلى أن موسم جني الزيتون في منطقة القبائل يعتبر احتفالا كبيرا بالنسبة لسكان منطقة تيزي وزو، وتنظم العائلات الولائم، خصوصا طهي طبق الكسكسي باللحم والخضروات والبقول الجافة، التي تخصص للفقراء في جو بهيج. في حين يفضّل كثيرون الاستفادة من نصيبهم من اللحوم الطازجة التي توزع عليهم في البيوت. وتستمر "الوزيعة" على مدى أيام حتى إنهاء عملية جني الزيتون.
من جانبه، يوضح الأستاذ في علم الاجتماع الأسري في جامعة وهران، عبد المجيد سعدي، لـ"العربي الجديد"، بأن "الوزيعة" أو "ثمشريط"، تلك العادة التي توارثتها الأسر الجزائرية، خصوصا في منطقة القبائل الكبرى، تحولت اليوم إلى احتفالية تحمل أبعادا إنسانية واجتماعية، وتلخص صورة التكافل الاجتماعي، وتهدف إلى تقوية الروابط الإنسانية بين الجيران وأبناء الحي والمنطقة والقرية الواحدة في جميع الولايات الجزائرية دون استثناء.