"الهيبة" بين حدود الواقع والخيال
ربيع فران
ربيع فران
صحافي وناقد فني لبناني. من فريق صحيفة موقع العربي الجديد قسم المنوعات.
مباشر
يدخل مسلسل "الهيبة" باب المزايدات، ويتفوق على غيره من المسلسلات، بعد 15 حلقة تروي حكاية "جبل شيخ الجبل" (تيم حسن)، وريث والده تاجر السلاح والمتزوج من السورية "ناهد" (مُنى واصف).
حكاية قد لا تكون جديدة، في مسلسل، مشابه لقصص طرحتها الدراما من قبل، حول واقع "أهل الجبل" المبنيّ على قاعدة تستعرض حال وأحوال "البيئة القروية"، وعاداتها، ومنظومة التباين العائلي بين من يريد البقاء تحت سلطة "كبير العائلة" وبين من يحاول الثورة على هذا التقليد، والواقع.
يُسقِط الكاتب هوزان عكو، في "الهيبة"، هذه الصورة على تيم حسن أو "جَبَل"، بعد ثلاث سنوات من تجسيد حسن، لأدوار تمثيلية حققت نسبة مشاهدة عالية في دراما رمضان. يقابله إنتاج سخي من قبل شركة الصبّاح، التي استثمرت جيداً في هذا النوع من المسلسلات، (العربية المُشتركة) ووظفت فريق عمل متكامل لتنفيذها بشكل سنوي.
بعيداً عن نجومية تيم حسن، وشهرته القائمة بالدرجة الأولى على "وسامة" يحاول عدم استغلالها في التمثيل، نجدنا أمام قصة من صميم المجتمع اللبناني، لعلها الصورة الحقيقية لواقع بعض القرى والبلدات على الحدود اللبنانية السورية، والتي تحفل بمشاكل مُتشابهة، مع مشاكل قرية "الهيبة" التي تسكنها أسرة "شيخ الجبل": تجارة السلاح، التسلط العائلي، الذي يُختزل بسُمعة وكبرياء ووجاهة العائلة، وطريقة تعاطيها مع المحيط الاجتماعي، والعملي، وبين تُجار السلاح أنفسهم القابضين على أمر الحدود.
في الشكل، رسم المخرج سامر البرقاوي، صورة جيدة عن قرية "الهيبة"؛ اختيار مواقع التصوير، بناء الصورة، وفق تقنيات جيدة، سهلت على المشاهد فهم المحتوى، أما في المضمون، لم يُكلف البرقاوي نفسه العناء وتوظيف أداء الممثلين لصالح النصّ، فجاءت بعض المواقف ضعيفة، ولا تراعي شروط السيناريو والحوار، لعل أبرزها دور الطفل "جو" أو "جبل الصغير" وهو دور محوري أساسي، في النزاع القائم بين العائلة "الحاكمة" وبين والدته "عليا" (نادين نسيب نجيم). معالجة وطرح يبتعدان من الحلقات الأولى عن المنطق، طفل ولد ونشأ في كندا، يتحدث العربية بطلاقة لافتة، ينقلب على نفسه بين ليلة وضحاها، يقرر العيش مع عائلة والده المتوفى، بعيداً عن والدته، فتبدأ أمه، بالبحث عن حل في حضانة ابنها، وسط أحداث باردة جداً، اعتمد المخرج فيها على المطاعم ودور الأزياء الراقية، لنقل صورة الأم الحزينة اللاهثة وراء طفلها.
ولا تبتعد رؤية المخرج في التركيز على الديكور، والطبيعة الخلابة، ويوميات عادية للعائلة نفسها، بعيداً عن المضمون، المشبع بأسرار كثيرة تسكن جدران القصر، وتاريخ العائلة. انقسام بين الجدية في نقل صورة الواقع الحقيقي لتجارة السلاح، وإغفال السياسة التي كان بإمكانها تعزيز الإطار البنيوي الدرامي، لحكم الأمر الواقع، بما يتناسب مع القصة، وكسب مصداقية بعيدة عن الخيال، الذي سيصب دون شك، لصالح قصة حب بين بطلي، "الهيبة" في الحلقات المقبلة ويصبح الأمر "تكراراً"، يحمل "جبل" و"عليا" إلى مصارعة عاطفية، كانت "الأساس" لمسلسلي "تشيللو" و"نص يوم" وأثبتت برأي المنتج أن هذا هو النجاح.
حكاية قد لا تكون جديدة، في مسلسل، مشابه لقصص طرحتها الدراما من قبل، حول واقع "أهل الجبل" المبنيّ على قاعدة تستعرض حال وأحوال "البيئة القروية"، وعاداتها، ومنظومة التباين العائلي بين من يريد البقاء تحت سلطة "كبير العائلة" وبين من يحاول الثورة على هذا التقليد، والواقع.
يُسقِط الكاتب هوزان عكو، في "الهيبة"، هذه الصورة على تيم حسن أو "جَبَل"، بعد ثلاث سنوات من تجسيد حسن، لأدوار تمثيلية حققت نسبة مشاهدة عالية في دراما رمضان. يقابله إنتاج سخي من قبل شركة الصبّاح، التي استثمرت جيداً في هذا النوع من المسلسلات، (العربية المُشتركة) ووظفت فريق عمل متكامل لتنفيذها بشكل سنوي.
بعيداً عن نجومية تيم حسن، وشهرته القائمة بالدرجة الأولى على "وسامة" يحاول عدم استغلالها في التمثيل، نجدنا أمام قصة من صميم المجتمع اللبناني، لعلها الصورة الحقيقية لواقع بعض القرى والبلدات على الحدود اللبنانية السورية، والتي تحفل بمشاكل مُتشابهة، مع مشاكل قرية "الهيبة" التي تسكنها أسرة "شيخ الجبل": تجارة السلاح، التسلط العائلي، الذي يُختزل بسُمعة وكبرياء ووجاهة العائلة، وطريقة تعاطيها مع المحيط الاجتماعي، والعملي، وبين تُجار السلاح أنفسهم القابضين على أمر الحدود.
في الشكل، رسم المخرج سامر البرقاوي، صورة جيدة عن قرية "الهيبة"؛ اختيار مواقع التصوير، بناء الصورة، وفق تقنيات جيدة، سهلت على المشاهد فهم المحتوى، أما في المضمون، لم يُكلف البرقاوي نفسه العناء وتوظيف أداء الممثلين لصالح النصّ، فجاءت بعض المواقف ضعيفة، ولا تراعي شروط السيناريو والحوار، لعل أبرزها دور الطفل "جو" أو "جبل الصغير" وهو دور محوري أساسي، في النزاع القائم بين العائلة "الحاكمة" وبين والدته "عليا" (نادين نسيب نجيم). معالجة وطرح يبتعدان من الحلقات الأولى عن المنطق، طفل ولد ونشأ في كندا، يتحدث العربية بطلاقة لافتة، ينقلب على نفسه بين ليلة وضحاها، يقرر العيش مع عائلة والده المتوفى، بعيداً عن والدته، فتبدأ أمه، بالبحث عن حل في حضانة ابنها، وسط أحداث باردة جداً، اعتمد المخرج فيها على المطاعم ودور الأزياء الراقية، لنقل صورة الأم الحزينة اللاهثة وراء طفلها.
ولا تبتعد رؤية المخرج في التركيز على الديكور، والطبيعة الخلابة، ويوميات عادية للعائلة نفسها، بعيداً عن المضمون، المشبع بأسرار كثيرة تسكن جدران القصر، وتاريخ العائلة. انقسام بين الجدية في نقل صورة الواقع الحقيقي لتجارة السلاح، وإغفال السياسة التي كان بإمكانها تعزيز الإطار البنيوي الدرامي، لحكم الأمر الواقع، بما يتناسب مع القصة، وكسب مصداقية بعيدة عن الخيال، الذي سيصب دون شك، لصالح قصة حب بين بطلي، "الهيبة" في الحلقات المقبلة ويصبح الأمر "تكراراً"، يحمل "جبل" و"عليا" إلى مصارعة عاطفية، كانت "الأساس" لمسلسلي "تشيللو" و"نص يوم" وأثبتت برأي المنتج أن هذا هو النجاح.
المساهمون
المزيد في منوعات