استنفرت الأحزاب التونسية، منذ دعوة الرئيس الباجي قايد السبسي، الثلاثاء الماضي، التونسيين للمشاركة في الانتخابات البلدية المزمع عقدها يوم 6 مايو/أيار 2018، غير أن نسق حراكها متفاوت السرعة، في وقت حرّك فيه حزب "النهضة" جميع طاقاته نحو بوصلة الحكم المحلي، عبر تنظيم اللقاءات والندوات بوتيرة شبه يومية.
وعلى عكس بقية الأحزاب التي اكتفى بعضها ببيانات ودعوات للتونسيين للمشاركة في الاستحقاق الانتخابي، أو الإقبال على التسجيل خلال الفترة التكميلية التي تنتهي يوم 6 يناير/كانون الثاني 2018، بحسب رزنامة هيئة الانتخابات، تجاوزت استعدادات "النهضة" مجرد تنظيم بيته الانتخابي إلى ترتيب قواعده المحلية وتثبيت مرشحيه.
وفي وقت وجيز، وبصفة متواترة، نظم "النهضة" ثلاث تظاهرات كبرى، إذ عقد أول من أمس ندوة تحت عنوان "السلطة المحلية واستحقاقات الثورة"، بحضور قياداته المركزية والمحلية وأنصار الحزب، فيما دعا رئيس "النهضة"، راشد الغنوشي، أمس، المسؤولين المحليين في مختلف محافظات البلاد ومدنها وقراها إلى ندوة "الكتاب العاميين المحليين للحزب"، حيث ناقشت توصيات تعزيز الحراك والاستعداد للحكم المحلي، فيما انتظمت أيضًا ندوة "إطارات حزب حركة النهضة" بحضور ما يزيد عن 700 قيادي من الصف الأول والثاني للحزب على المستوى المركزي والشورى والمسؤولين الجهويين والمحليين.
ويستعدّ حزب "النهضة" لخوض تجربة الحكم المحلي، مع انطلاق مسار الانتخابات، بهدف بسط ممثليه في مختلف محافظات البلاد ومدنها وقراها، وتعي قيادة النهضة جيدا أهمية الاستحقاق الانتخابي البلدي فأعدت له العدة منذ ما يزيد عن السنة، حتى أن مراقبين اعتبروا أنه الحزب الوحيد الجاهز لخوض غمار المعركة الانتخابية بقائمات جاهزة، نصفها من المتحزبين من أبناء الحركة، والنصف الآخر مدجج بالمستقلين المقتنعين بخط الحزب وبرنامجه المحلي.