وأشار استطلاع رأي أجرته مؤسسة "سيغما كونساي"، صدر اليوم الجمعة، ويشمل الفترة من 29 نوفمبر/ تشرين الثاني إلى 6 ديسمبر/ كانون الأول 2018، بالتعاون مع صحيفة "المغرب"، إلى أنّ رئيس الحكومة يوسف الشاهد، يتصدر نوايا التصويت في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في نهاية العام المقبل بـ17,9 بالمائة، يليه رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي بـ15.4 بالمائة، ثم أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد بـ14.8 بالمائة، ورئيس الجمهورية السابق محمد المنصف المرزوقي بـ11 بالمائة، في حين حصل رئيس الحكومة الأسبق مهدي جمعة على 6,3 بالمائة.
وتعليقاً على هذه النتائج، قال المحلل السياسي عبد اللطيف الحناشي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ "حزب حركة "النهضة" لديه امتداد شعبي واجتماعي واسع، والثقة لا تزال موجودة به من قبل أنصاره ومؤيديه، وهو حزب يختلف عن بقية الأحزاب، إذ إن النهضة حزب أيديولوجي، ويحتل المرتبة الأولى في مجلس النواب من حيث عدد البرلمانيين، وبالتالي لا يزال يحافظ على قواعده الشعبية، وهو ما يفسّر تصدره ترتيب الأحزاب رغم الانتقادات والاتهامات التي طاولته مؤخراً، ومنها حديث الرئيس السبسي عن الجهاز السري للحركة".
وذكر الحناشي: "رغم أن "نداء تونس" تآكل وشهد عدة انقسامات، إلا أنه لا يزال في المرتبة الثانية"، مؤكداً أن ""التيار الديمقراطي" لم يكن يحتل مكانة كبيرة في المشهد السياسي، وتقريباً نراه في كل مرة يحرز تقدماً، وبالتالي تبقى نوايا التصويت مسائل تقريبية ونسبية، ولا يمكن أن تعبّر بدقة عن حقيقة الواقع السياسي".
وأضاف المحلل السياسي أن تصدّر الشاهد نوايا التصويت في الرئاسية يعود إلى "الشعبية التي صار يتمتع بها، وهي مسألة لا يمكن نكرانها، فهو رئيس حكومة وموجود على الساحة السياسية بقوة"، مضيفاً أنّ "قيس سعيد لديه أيضاً قاعدة جماهيرية من خلال مواقفه التي تضم نوعاً من الشعبية والصدق، وهو ما يجعل الناس يثقون به، لأنه ليس سياسياً، ومواقفه لا تتضمّن حسابات سياسية، وهذا ما يمكن أن يفسر وجوده في سباق الرئاسية".
وقال الحناشي إن "ما يجعل المرزوقي حاضراً تقريباً في نوايا التصويت، رغم احتلاله المرتبة الرابعة، يعود إلى مواقفه وأفكاره وتوجهاته، التي يدعمها ويحبها البعض من أنصاره، فهو رئيس حزب، وتاريخه معروف".
وأشار إلى أنّ "استطلاعات الآراء في تونس لا تعبّر بدقة عن الواقع، وهي بعيدة نسبياً عن تلك التي تتم في البلدان المتقدمة، والتي عادة ما تعبّر عن الواقع بدقة أكبر من حيث العينة والمناطق التي تتم فيها"، معتبراً أن "الأزمة التي تمر بها تونس من الناحية السياسية والاجتماعية والاقتصادية تؤثر على الاختيارات والتوجهات، وبالتالي يجب أخذ جل هذه المسائل بعين الاعتبار".
وتتكون العينة التي شاركت في استطلاع الرأي الذي أجرته "سيغما كونساي" من 742 تونسياً، تراوح أعمارهم بين 18 عاماً فأكثر من الوسط الحضري والريف.