يضمّ المعرض أرشيف المؤسسة التي أٌنشئت عام 1963، بهدف "استعادة حيثيات النكبة التي ألمت بشعب امتلك تراثاً تاريخياً غنياً وعرف، قبل وقوعها، حياة اجتماعية مفعمة بالحيوية، وإلقاء الضوء على نضال الشعب الفلسطيني المستمر على طريق العودة عبر اطلاع الجمهور على مختارات تربط الماضي بالحاضر وتبرز ما يحويه هذا الأرشيف من صور فوتوغرافية، وأوراق خاصة، وملصقات، وخرائط، وكتب نادرة، وأفلام وثائقية، مع عرض صور عن نكبة 1948"، بحسب بيان المنظّمين.
يشتمل الأرشيف على قرابة عشرة آلاف صورة منها مجموعة "متحف الحرب البريطاني"، وأخرى من "الأونروا"، وهي تؤرخ باللقطات لحظات اللجوء الأولى ومدارس الأونروا ومواكبتها للخارجين من بيوتهم منذ كانوا لا يزالون يقيمون في الخيام. وهناك مجموعة منظمة التحرير التي تنطوي على صور لمقاتلين ولقطات من معارك، ومجموعة أخرى للمصور الأميركي إريك مدسون.
من بين المعروضات، كتاب "القدس العثمانية في المذكرات الجوهرية" الذي يحتوي على مذكرات الموسيقي الفلسطيني واصف جوهرية (1897 – 1973) في جزءين يعكسان حقبة حرجة من تاريخ القدس الحديث في نهاية الحكم العثماني، إضافة إلى أوراق من مذكرات خوري نقولا الخوري (1885 – 1954) مدونة بخط يده حول فترة الاستعمار البريطاني وتهجيره قسراً من فلسطين.
كما تُعرض مذكرات قائد جيش الإنقاذ فوزي القاوقجي (1890-1977) الذي لا يزال الجدل دائراً حول دوره في تلك المرحلة، وأوراق أكرم زعيتر التي تضمّ سيرة المؤرخ والسياسي الفلسطيني (1909 - 1996) ومواقف قوى وشخصيات أساسية في الصراع العربي الصهيوني، ووثائق أصلية بخط يد قادة الحركة الوطنية الفلسطينية في تلك الحقبة، وكذلك أوراق الشاعر كمال ناصر (1924 – 1973) الذي اغتاله الاحتلال الصهيوني في بيروت، وتشتمل على قصص ومسرحيات ومراسلات وخطابات قصيرة للراحل.
إلى جاتب كتاب "عبرة فلسطين" (1949) لموسى العلمي، و"معنى النكبة" (1948) لقسطنطين زريق، وبوسترات وملصقات، وخرائط مهمة للقرى المهجرة في فلسطين، وأفلام سينمائية وميكروفيلم وتسجيلات صوتية.
تصاحب المعرض عدّة فعاليات؛ من بينها: محاضرة "الحركة الوطنية الفلسطينية إلى أين؟" يقدّمها ماهر الشريف، و"اتجاهات جديدة في التأريخ الفلسطيني للنكبة" يلقيها سليم تماري، و"الفلسطينيون في سورية: ذكريات نكبة مجتمعات ممزقة" تقدمها أناهيد الحردان، وحوار مع الفنان عبد الرحمن قطناني.