"النسوية العربية".. سيرورتها وإشكالياتها

22 سبتمبر 2018
مسيرة لنساء في تونس عام 1960
+ الخط -

تنظّم "جمعية تونس الفتاة" و"مؤسسة كونراد أديناور" اليوم ملتقى يحمل عنوان "النسوية في العالم العربي: قراءة نقدية" في "لايكو" في تونس العاصمة، حيث يناقش تاريخ هذه الحركة وتطورها وإشكالياتها.

يطرح الملتقى عدة تساؤلات من أبرزها إلى أيّ مدى تعتبر الحركة النسوية في العالم العربي متجذّرة في واقعها ومعبّرة عن تطلعاته؟ وكيف تبرز خصوصياتها مقارنة بالحراك النسوي في العالم الغربي؟

منذ بدايات هذه الحركة نهاية القرن التاسع عشر في العالم العربي، لقيت صدّاً من جزء كبير من المجتمع، إذ اعتبرت تهديداً للتوزيع التقليدي للأدوار بين الرجل والمرأة وخطراً على الهوية والمنظومة القيمية.

اتهمت هذه الحركات، وفقاً لبيان الملتقى، بالسعي إلى خلخلة ثوابت الدين والتآمر على استقرار المجتمع. ولا تزال هذه التُهم قائمة إلى اليوم، إذ نراها ماثلة في ردود الفعل تجاه الدعوة إلى المساواة في الميراث إثر صدور تقرير "لجنة الحريات الفردية والمساواة" في تونس.

يتضمن البرنامج أوراق عمل ومداخلات تتناول تاريخ النسوية في العالم العربي وظروف نشأتها وسيرورتها التاريخية وأبرز تحولاتها، السيرورة التاريخية وأبرز التحولات.

كما يناقَش الفكر النسوي ومفهوم النوع الاجتماعي بين الرهانات العلمية والأجندات السياسية، وتتطرق المداخلات أيضاً إلى الجندر في الفقه الإسلامي.

تتواصل المداخلات وتتوسع لتناقش العلاقة بين الكولونيالية وتفكيكها والنسوية العربية، فيما يشارك اللغويون في علاقة اللغة بالجندر وإن كانت العربية لغة ذكورية أم لا، ولا بد أن يتوقف المشاركون عند أدب المرأة العربية وخصوصيته وتمظهرات الجندر فيه وأدب النسويات.

يشارك في المؤتمر الباحثون لوكاس كوبفرناغل، وسوسن فري عن الجهتين المنظمتين، والأكاديميون التونسيون: زينب توجاني، وعادل بلكحلة، ومحمد السبتي، والحبيب النهدي، ويوسف رحايمي، وسلوى السعداوي.

برنامج الفعاليات يدفع إلى التساؤل إن كان من الممكن القول إن ثمة حركة نسوية عربية، بمعنى أن لها تاريخاً مشتركاً، فالواقع أن الحركات النسوية في البلدان العربية مختلفة ومتباينة في تاريخ بدايتها وأدائها وفعالياتها.

كما أن البرنامج ورغم أنه يتناول النسوية في العالم العربي يقتصر على مشاركات باحثين من تونس، وربما كان من الأجدر تمثيل الحركات المصرية والعراقية والمغربية والسورية واللبنانية غيرها بباحثات أو باحثين من هذه البلدان.

تجارب الحركات النسوية في العالم العربي مختلفة ومتباينة، فما يمكن أن يقال عن التجربة التونسية لا ينطبق على الفلسطينية أو الخليجية مثلاً، بسبب الواقع السياسي والاجتماعي المختلف لكل بلد، وما مرت به الحركات من انقطاعات بسبب الحروب والأزمات وهيمنة التيارات المتشددة في بعض البلدان أكثر من غيرها.

المساهمون