تتنوّع الدراسات التي تتناول التحوّلات في العالم العربي بعد موجة الاحتجاجات الذي شهدها بعد عام 2011، وتجدّدت مؤخراً في الجزائر والسودان، حيث تركّز على قضايا عدّة مثل التغيّرات الإقليمية والدولية وتدخلاتها، وانعكاس الأحداث على البنى الاجتماعية والثقافية والواقع الاقتصادي وعملية التنمية.
"النخب والانتقال الديمقراطي: التشكُّل والمَهمّات والأدوار" عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، ويضم عددًا من البحوث التي قُدّمت في مؤتمر عقده المركز في تونس في الفترة بين 14 و16 تموز/ يوليو 2016، بمشاركة قرابة ثلاثين باحثاً.
المؤتمر ناقش دور النخب المختلفة في الانتقال الديمقراطي، وخصوصاً أن العديد من الدراسات السياسية والاجتماعية المهتمة بالتحولات التي عاشتها مجتمعات عربية كثيرة، تحديداً المجتمعات التي ظهرت خلال النصف الثاني من القرن العشرين، استند إلى مقولة "النخب"، في ظل تراجع مقولات أخرى، مثل الزعامة والطبقة وغيرهما.
يضم القسم الأول "النخب والانتقال الديمقراطي" ستّة فصول، هي: "النخب: بناء الوفاقات وترويض السياسة"، ويعرض فيه كمال الغزي للتراث التأسيسي لمفهوم النخب ودورها في الانتقال من الاستبداد إلى الديمقراطية، و"الانتقال الديمقراطي التشاركي في تونس: حلول نخبوية في سياق ثوري" الذي يحلّل خلاله أيمن بوغانمي أسباب الاختلافات السياسية في تونس بعد الثورة، و"النخبة السياسية الليبية وتحديات بناء دولة الديمقراطية والمواطنة"، الذي يتوقف فيه محمد عمارة سريبة عند الإكراهات الكبيرة المحدقة بالانتقال الديمقراطي في ليبيا في ظل انتشار الفوضى وغياب مؤسسات الدولة، وفشل النخب الليبية في جعل الهوية الليبية إطاراً جامعاً.
في "النخبة السياسية الجزائرية: جذورها التاريخية وتكونها وخلفياتها الاجتماعية"، يبحث باقي ناصر الدين جمود النخب الجزائرية وانخراطها في حركة دائرية مفرغة، ويناقش منصور لخضاري في "النخب العسكرية والانتقال الديمقراطي في بلدان الربيع العربي: التموقع والأدوار" مآلات تجارب الربيع العربي في ليبيا وسورية ومصر، ويقرأ بيتا أوغابا أغباس في "النخب العسكرية الأفريقية والعربية: وكلاء التغيير، خداع أم حقيقة؟"، الانقلابات العسكرية في بلدان القارة السمراء.
يضم القسم الثاني "النخب الثقافية والدينية والمسارات السياسية"، ستة فصول: "الحركات الاجتماعية في العالم العربي والتناول النخبوي لرهانات التحول: أزمة ضمير أم تعطّل في الأدوار؟" لـ سعيد حسين العبدول، و"الفيلسوف والانتقال الديمقراطي بالمغرب: أنموذج محمد عابد الجابري" لـ أناس المشيش، و"النخبة الثقافية ومأزق الانتقال نحو الديمقراطية: حركة 20 فبراير في المغرب أنموذجاً"، لـ إدريس جبري، و"المثقف الأكاديمي بين المعرفة العلمية والممارسة السياسية: تونس أنموذجاً" لـ يسرى بن الهذيلي، و"المثقّف العربي المُتخلّي: جورج طرابيشي وطه عبد الرحمن أنموذجين" لـ محمد أوريا، و"النخب الدينية المصرية: ممارسات الديني وتفاعلات السياسي" لـ أحمد زغلول شلاطة.
أما القسم الثالث "ديناميات التحول والمسارات"، فيتضمّن سبعة فصول: "النخبة السياسية في المغرب ومسارات التجدد في البنية والأدوار والوظائف" لـ شفيق عبد الغني، و"من الأعيان إلى النخب: هجنة التحوّل" لـ المختار بنعبدلاوي، و"النخبة والانتقال الديمقراطي: الإخوان المسلمون أنموذجاً" لـ نادية سعد الدين، و"دور النخب الدينية في كبح الحراك الاجتماعي: الحالة المغربية" لـ عبد الحكيم أبو اللوز، و"هل النخبة الفلسطينية مغتربة عن الهبّة الشعبية الفلسطينية 2016-2015؟" لـ أحمد عز الدين أسعد، و"مسارات الرئيس السوداني عمر البشير: العملية السياسية وهيمنة النخب" لـ هنري وامباوي ،و"خيارات النخب وتبعية المسار في الربيع العربي" لـ أكيس كالايتزديس.
يحتوي القسم الرابع "النخب والأدوار والحركات الاجتماعية الاحتجاجية" ستة فصول: "فاعلو الانتقال الديمقراطي: أيّ دور للنخبة في فهم المراحل الانتقالية في التجربة التونسية؟" لـ حافظ عبد الرحيم، و"الشباب ومأزق النخب في المغرب في سياق ما بعد الربيع العربي" لـ محمد فاوبار، و"النخب والحركات الاجتماعية الاحتجاجية في المغرب: تناقضات الدمقرطة المحدودة ذاتيًا" لـ دومينيك مارتان، و"تكوّن الحركة النسوية بالبلاد العربية: مقاربات تاريخية لظهور النخب النسائية" لـ نادية الرياحي، و"النخب النسائية والانتقال الديمقراطي في المغرب: 1998-2016" لـ ثورية السعودي، و"تدوير النخب في سياق متغير" لـ منير السعيداني.