"المنام" يرسم أحلام الفلسطينيين

06 نوفمبر 2014
لقطة من معرض "منام" للفنون التشكيلية (العربي الجديد)
+ الخط -
ترافق افتتاح "المركز الثقافي العربي" مع افتتاح معرض "منام" للفنون التشكيلية، الذي يستمرّ أسبوعين متواصلين.
حضر المعرض المئات من الجمهور الفلسطيني من أرجاء فلسطين للمشاركة في حفل لمّ شمل أعمال فنّية لثلاثة وثلاثين فنّاناً فلسطينياً من الوطن والشتات في مبنى "المركز الثقافي العربي" بحيفا، من مختلف مجالات الفنّ التشكيلي والرسومات، والأعمال التركيبية، وفيديو آرت والعروض، إلى جانب الندوات وعرض الأفلام. ويأتي المعرض ضمن مهرجان قلنديا الدولي لعام 2014.

وتمّ تنظيم المعرض من قبل "جمعية الثقافة العربية" وشريكاتها في مشروع "عمل فنّي"، وجمعية المشغل، وجمعية إطار، إتماماً للمشروع الثقافي النهضوي الذي أرست دعائمه مساندة الثقافة الفلسطينية في الداخل، الدكتورة روضة عطاالله، التي رحلت في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، بعد أن وضعت أسس نهضة ثقافية عربية في الداخل الفلسطيني على مدار أكثر من عقد من السنين. وفي هذا السياق بادرت الراحلة روضة عطاالله إلى شراء المبنى وترميمه في عام 2012 من أجل تحويله إلى مركز ثقافي عربي متعدد المجالات.

يتناول معرض "المنام" الفلسطيني أحلام الناس، حيث تسربت تطلعات الفلسطينيين وذكرياتهم واشتياقهم لفلسطين إلى مناماتهم وأعادت صياغتها. وتشوّشت الفروق بين الواقع والخيال في اللاوعي لدرجة أنّه عندما تروى تلك المنامات ويعبر عنها في الواقع، ويكون من المستحيل تقريباً تحديد ما إذا كانت وقائع حقيقية أو متخيلة أو حتى أحلاماً ستتحقّق.

وترى جمعية الثقافة دورها في تمحور عملها في وضع الأسس الفكرية وإنشاء البنية التحتية الفعلية للاستقلالية الثقافية للعرب الفلسطينيين في الداخل. كما تنقل بعض اللوحات الماضي الفلسطيني الجميل، ورسائل وأمنيات فلسطينيّة معلّقة بملقط، ورسومات تعبيريّة غريبة الرؤية.

ويقول الكاتب والمدير العام لجمعية الثقافة العربية إياد البرغوثي لـ"العربي الجديد": "أهم ما شاهدناه في الافتتاح إعجاب الحضور بالمعرض وشعورهم بالانتماء للمركز وإقامته، وشعورهم بالأمل من الدور الذي سيلعبه المركز في االحياة الثقافية للفلسطينيين في الداخل". وتابع: "وأخيراً حقّقنا ما كنّا نتمنّاه، بإقامة مركز ثقافي عربي خاص بنا".

اختارت جمعية الثقافة مدينة حيفا لتقيم فيها هذا المركز، لأن هذه المدينة العريقة تحوّلت من جديد إلى مركز مجتمعي مدني وثقافي للمجتمع الفلسطيني في الداخل وتفتقر في الوقت ذاته إلى البنية التحتية الكافية لاستمرار وتطور الحراك والإنتاج الثقافي العربي فيها بمجالاته العديدة والمختلفة.

وسيشمل المركز الثقافي العربي المتعدد المجالات عدة مساحات، منها قاعة عروض متعددة الاستخدامات، مكتبة فنية وأرشيف ثقافي، وصالة عرض-غاليري، ومراكز تدريب ومحترفات، ومقهى ثقافي، ومتجر للمنتجات الفنية، وأستوديوهات ومرافق ثقافية فنية وأخرى عديدة. وفي مطلع عام 2015 سيبدأ العمل على ترميم المبنى.
المساهمون