كثيرة هي الأعمال الروائية والسينمائية التي وضعت المكتبيّ تحت ضوء المعالجة الفنية، باعتبار أنه يدير فضاء ذو علاقة مباشرة مع الإبداع وعوالمه. مقابل ذلك، قلّما نجد اهتماماً بحثياً بهذه الوظيفة رغم حدّة المتغيّرات التي تعيشها، بسبب ما يعرفه الكتاب والقراءة عموماً من تحوّلات.
بداية من يوم غد، تنطلق فعاليات "الملتقى الوطني حول وظيفة المكتبي في واقع متغيّر" الذي تنظّمه وزارة الثقافة التونسية مع جمعيات متربطة بالمكتبات في قرقنة التونسية على مدى ثلاثة أيام.
يراوح برنامج الملتقى بين شهادات المكتبيين ومحاضرات أكاديميين في مجالات التوثيق والعلوم الإنسانية، وتهتم جلسته الأولى التي تنطلق غداً في الثالثة ظهراً بـ "الأداء التقني للمكتبي" حيث يتحدّث يوسف سعيداني عن "المكتبات العمومية ومدى ملاءمتها للمواصفات العلمية"، ويتطرّق مفتاح وناسي إلى "التشريعات والقوانين المنظّمة للمكتبات والمكتبيّين" وفي نفس السياق يتحدّث مبروك عمران عن "المكتبات في ظلّ التشريعات المرتقبة".
من محاضرات بقية الملتقى؛ "سيكولوجية التواصل بين المكتبيّ والمستفيد" لـ جميل الزغل و"توجّهات المكتبة المعاصرة" لـ سهيل هويسة و"آليات التواصل في الإعلام الثقافي" لـ مراد ريدان.
إذا كان البعد التخييلي في تناول المكتبات هو أكثر ما يحضر في الأعمال الإبداعية، فإنه في مثل هذه التظاهرات يبدو الأكثر إهمالاً، إذ نلاحظ غياباً كلّياً للروائيين والمفكّرين والشعراء وغيرهم في الحديث عن هواجس المكتبات والمكتبيّين رغم أنهم الأكثر احتكاكاً بهم.