"المقشامة"... هنا يقضي اليمنيون نهارات رمضان

صنعاء

كمال البنا

avata
كمال البنا
12 مايو 2019
4A57CB4B-83E5-4BFE-A3EE-9473814D42A2
+ الخط -
يقصد اليمنيون، نهار كل يوم، "المقشامة" وهي مزارع مخصصة لزراعة الخضروات. يحضرون الفِجل والنعناع والجرجير والنباتات العطرية، التي تُضاف إلى "الشفوت"؛ الوجبة الرئيسية في موائد الإفطار الرمضانية في اليمن.

ويُعد الذهاب إلى "المقشامة" طقسًا رمضانياً يستعذبه الناس، ويتضمن إلى جانب غرض الشراء، نزهة تأملية ساحرة يقضيها الصائمون قبل غروب الشمس، بعد خروجهم من صخب المدينة إلى رحابة الطبيعة. وتتواجد "المقاشم" في أراضٍ رحبة وخالية من السكان، ما يمنحها سحراً، كونها مساحات زراعية تتواجد داخل مدينة صنعاء، وتمنح تلك الأخيرة ألقاً ريفياً يجذب الناس إليها، خصوصاً في رمضان.

ويوضح محمد توفيق، لـ"العربي الجديد"، أنه يستمتع بالخروج إلى المقشامة، ويأتي لشراء القثاء والفجل لأنها طازجة ونظيفة، بعكس تلك التي تباع في متاجر المدينة.

ويضيف "حين تأخذ الخضروات طازجة من المزرعة تكون على ثقة بخلوها من الأمراض، لأن الخضروات المتاحة في المدينة مجهولة المصدر، وبالتالي لا تضمن ما إذا كانت نظيفة أم لا، لأن بعض المزارع تُسقى بمياه غير صالحة".

ويقول عصام عارف: "إن زيارتنا للمقشامة هي عادة شبه يومية، بين الرابعة والسادسة مساء، نجلس ونأخذ حاجتنا من الخضروات من فجل وجرجير وكزبرة ونعناع".


يضيف "على الرغم من احتقان الوضع العام في البلد والحصار والحرب، إلا أني حين أزور هذا المكان أنسى كل الهموم والمشاكل".


ويُلمح عارف إلى مدى احتياج اليمني للسعادة بوجود مساحة يتسلل منها بعض السكينة، ويجد فيها اليمني بعض العزاء.

أما مالك "المقشامة" الحاج صالح أحمد، فيشير إلى أنه لا يزرعها إلا في رمضان، فالناس لا يطلبون ما يزرعه إلا خلال هذا الشهر. ويختتم بالقول: "إنها مناسبة سنوية أكثر من كونها موسماً للتكسب".
دلالات

ذات صلة

الصورة
النازح السوري فيصل حاج يحيى (العربي الجديد)

مجتمع

لم يكن النازح السوري فيصل حاج يحيى يتوقّع أن ينتهي به المطاف في مخيم صغير يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة غرب مدينة سرمدا، فاقداً قربه من أسرته الكبيرة ولمّتها.
الصورة

مجتمع

يقصد اليمنيون في شهر رمضان المدن القديمة والمساجد التاريخية المنتشرة في مختلف أنحاء اليمن ويتخذون منها أماكن للفسحة والتنزه.
الصورة
رمضان في شمال غزة رغم الحرب الإسرائيلية (العربي الجديد)

مجتمع

يحاول من بقي من الفلسطينيين في شمال قطاع غزة خلق بعض من طقوس شهر رمضان وزرع بسمة على وجوه الأطفال، رغم المأساة وعدم توفر الأساسيات وسط الحرب المتواصلة.
الصورة

سياسة

لم تسمح قوات الاحتلال الإسرائيلي الليلة، للفلسطينيين من أهالي القدس والمناطق المحتلة عام 1948، بدخول المسجد الأقصى المبارك، لأداء صلاتي العشاء والتراويح.