"يا نايم جينا نصحيك، الله من عنده يهديك" صوت يصدح مع اقتراب موعد السحور في حارات البلدة القديمة، في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة، لإيقاظ الناس لتناول سحورهم، في صورة تُعيد إلى الأذهان شهر رمضان المبارك، في بلاد الشام قديماً.
فرقة وطن، بلباسها الشامي القديم، وبذات الأهازيج، تجوب شوارع البلدة القديمة وحاراتها، من أجل إعادة إحياء مهنة "المسحراتي الشامي الفلسطيني القديمة"، بطريقةٍ جميلة أحبها أهالي المدينة، لا سيما أطفالها، نظراً للأداء المميز والطريقة المختلفة التي تقوم بها الفرقة عند إنشادها الكلمات بشكلٍ مميز.
ويريد المسحراتي، فرج أبو شخيدم، (25عاماً) من سكان البلدة القديمة في مدينة الخليل، أن يُعيد في بادئ الأمر ذكريات الطفولة، عندما كان وهو في السابعة من عمره يجوب الحارات لإيقاظ أهالي المدينة، إلى جانب إضافة أجواء رمضانية مميزة إلى الحارات والشوراع القديمة التي أنهكتها النقاط العسكرية والبؤر الاستيطانية.
ويقول لـ"العربي الجديد"، إنه انقطع فترة كبيرة عن عادة "المسحراتي" وقرر، في هذا العام، أن يعود إليها بشكلٍ مختلف يحبه الناس، لإعادة إحياء التراث الفلسطيني الشامي، وكذلك المحافظة على تلك العادة من الاندثار، كونه شعر كما يقول بأنّ "مهمة المسحراتي بطقوسها القديمة بدت وكأنها مفقودة".
وللمسحراتي وفرقته لباس خاص، إضافة إلى طريقة مختلفة في الأداء، وإلقاء الكلمات، ومنها الخاصة بمدينة الخليل مثل"إحنا شبابك يا الخليل... رمضان عنا غير... الشهامة فينا والخير... كل عام وأنتم بخير"، خلقت أجواءً مختلفة في المدينة جعلت الأهالي والأطفال يحبونها بشكل كبير.
ويشير أبو شخيدم، إلى أنّ أهالي مدينة الخليل وفلسطين بشكلٍ عام، تفاعلوا كثيراً معه كمسحراتي، خصوصاً أنهم تداولوا صوراً وفيديوهات أثناء إيقاظه الناس مع ساعات الفجر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يطالبونه في كثير من الأحيان بزيارة أحيائهم كي يشاهدوه عن قرب. فيما يشارك الكثير من الأطفال والأهالي الفرقة عملية الإيقاط ويجوبون معهم أحياء البلدة القديمة.
ويُدخل المسحراتي الفرحة والبسمة إلى قلوب الأطفال في المدينة، ويضفي أجواء مميزة لشهر رمضان المبارك في البلدة القديمة، التي يقول أبو شخيدم "إنها تعاني من ويلات الاستيطان والاحتلال، ويتجرع فيها الناس وبشكل يومي ألم الحصار والتضييق والاعتداءات".
اقرأ أيضاً: عن مسحّراتي رمضان وأجوائه السّاحرة