اختتمت، اليوم الخميس، في العاصمة القطرية الدوحة، أعمال الدورة الثانية لمؤتمر "طلبة الدكتوراه العرب في الجامعات الغربية"، الذي نظمه "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، وعُقد عن بُعد، من خلال تقنيات الاتصال المرئي والبث المباشر، عبر منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمركز.
وناقش المؤتمر، في جلسته الأخيرة من مسار دراسات الهجرة والمهاجرين، ورقة عمل للباحثة غفران هلال بعنوان "الحماية الدولية للنساء والفتيات اللاجئات: حالة اللاجئات في الأردن نموذجاً". وعرّفت الباحثة، في البداية، بمفهوم حماية اللاجئين، وبحثت فاعلية النظام الدولي في تأسيس هذا المفهوم من أجل مواجهة التحديات الجديدة المتعلقة بالنساء والفتيات اللاجئات. كما عرّفت بالحماية التي تتلقاها النساء والفتيات اللاجئات في الأردن، ومفهوم الضعف من حيث إنه يوفر أساساً قوياً لبناء حماية إضافية للنساء والفتيات اللاجئات.
وكان عشرة باحثين، قد قدموا خلال المؤتمر، أوراقاً بحثية متعلقة برسائلهم لشهادة الدكتوراه. وتوزّعت اختصاصاتهم على مسارات الطائفية، والأدب المقارن، وعلم النفس، ودراسات النزاع وما بعد النزاع، ودراسات الهجرة والمهاجرين.
تعرّف على الموضوعات التي بحثها المشاركون في مؤتمر "طلبة الدكتوراه العرب في الجامعات الغربية" الذي ينظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات 👇
— العربي الجديد (@alaraby_ar) August 16, 2020
الرابط البديل: https://t.co/w8SGPOc8kE@ArabCenter_arhttps://t.co/Kt6rBcswEf
ففي مسار الطائفية، قدّمت الباحثة عائشة الراشدي، ورقةً بعنوان "الانتفاضة البحرينية عام 2011 واعتماد الحل الأمني والطائفية آلية بقاء". وحاولت الراشدي الإجابة عن كيفية نجاة النظام البحريني وأسبابه بعد انتفاضة 2011. وبيّنت أن هذه الانتفاضة لم تكن صراعاً طائفياً على السلطة، كما حاول النظام البحريني وسمها، واتباع النظام الحل الأمني لقمع الانتفاضة والحفاظ على النظام السياسي.
وفي المسار نفسه، قدم الباحث محمد محمود، ورقة بعنوان "النظرية السياسية والنزاعات الثقافية – الجماعاتية: مقاربتان بشأن الدولة السورية معيارياً ووصفياً".
تقترح دراسة محمد محمود أن استقراء المكونات الثقافية - الجماعاتية السورية (الأكثرية والأقليات)، لاكتشاف القيم المشتركة في العقل العام التي قد تُسوّغ، جزئيًا أو كليًا، إمكان إجماع متشابك بشأن المبادئ الدستورية لنموذج سياسي ديمقراطي معياري ومستدام. pic.twitter.com/tzCpD56DmR
— المركز العربي (@ArabCenter_ar) August 18, 2020
ووقف فيها على حالة النزاع الطائفي في سورية وحضور هذا النموذج في النظرية السياسية المعاصرة. وقد طرحت الورقة سؤالاً مركزياً، هو: ما المقاربة الملائمة لنموذج سياسي ديمقراطي معياري ومستدام في الحالة السورية؟ وحاولت الورقة، بعد توضيح المقاربات الفكرية المطروحة في الفلسفة السياسية، بناء أنموذج جديد مناسب للحالة السورية .
37 باحثاً وباحثة من جامعات من الولايات المتحدة وأوروبا والمملكة المتحدة وأستراليا شاركوا في المؤتمر
وكانت المداخلات الختامية في الأدب المقارن، للباحثتين هديل حسن وأمل مزوز. قدمت هديل حسن بحثاً عن "الوعي الجمالي للقبيح في الأدب العربي المعاصر: كاتبات سورية في التسعينيات".
فمن خلال استعمال مداخلات فلسفية مختلفة في تحديد مفهوم القبح، حاولت تقديم دراسة تحليلية بالنسبة إلى المشهد الاجتماعي والثقافي للروايات السورية.
وقد طرحت سؤالاً محورياً، هو: "هل يشتمل القبح، من منظور نسائي، على العوامل نفسها التي ينطوي عليها المنظور الذكوري؟".
أما الباحثة أمل مزوز، فقد قدمت ورقة بعنوان "تمثيل المرأة المسلمة في أدب الرحلات المعاصر بأقلام النساء"، وسعت إلى بيان الصور النمطية للمرأة المسلمة في قصص الرحلات المعاصرة لكاتبات غربيات (على غرار رينا لويس، وجين ساسون). وقد انطلقت الباحثة من مسلّمة مفادها أنّ نصوص هؤلاء الرحالة هي أدوات إيديولوجية بيد الإمبراطورية.
تهدف ورقة آمال @Amel15109364 إلى دراسة الصور النمطية للمرأة المسلمة في الدول العربية والإسلامية كما وردت في قصص الرحلات المعاصرة لكاتبات غربيات، ونقدها. وتستخدم نظرية التمثيل لرينا لويس من أجل إظهار كيفية تمثيل المرأة المسلمة في كتاب المؤلفة الأمريكية جين ساسون.#AGSC2020 pic.twitter.com/5K995f641G
— المركز العربي (@ArabCenter_ar) August 18, 2020
وقدّم الباحث إلياس غزال، ورقة، بعنوان "الزعماء الدينيون والطائفية والاحتجاج في لبنان"، مفترضاً فيها قدرة الزعماء الدينيين على المشاركة في عملية تفكيك الطائفية بالاعتماد على نموذج لبنان، حيث هدف إلى فهم آليات التطييف عبر استكشاف أساليب المؤسسة الدينية ومناهجها لتوسيع نفوذها وقوتها الطائفية. واستخلص استنتاجات حول مستقبل الهوية الطائفية والنظام في لبنان.
تدرس ورقة إلياس @elias_ghazal قدرة الزعماء الدينيين على المشاركة في عملية تفكيك الطائفية. إذ تنشأ الطائفية عبر إبراز الهوية الطائفية واستغلال الانقسامات الطائفية للحصول على دعم من جماعة دينية ضد أخرى..#مؤتمر_طلبة_الدكتوراه_العرب#AGSC2020 pic.twitter.com/MVSE5At0eM
— المركز العربي (@ArabCenter_ar) August 19, 2020
وخُصصت إحدى جلسات المؤتمر لعلم النفس، حيث قدم الباحث سفيان أزواغ ورقة بعنوان "مقاربة سيكولوجية للتفاعلات المؤثرة للممارسة التربوية وظروف العمل في الصحة النفسية للمدرسين بالمغرب"، وفيها طرح أشكال العنف المختلفة التي يتعرض لها المدرسون في المغرب، والتي استفحلت - بحسب رأيه - في السنوات الأخيرة.
واعتبر هذا العنف جزءاً من الظروف الصعبة التي تحيط، عموماً، بمهنة التدريس في المغرب، وهو ما دعاه إلى دراسة تأثير متطلبات العمل ودوره في الصحة النفسية، باعتماد نموذج المدرسين في التعليم الابتدائي والثانوي في المغرب.
"سفيان أزواغ - مقاربة سيكولوجية للتفاعلات المؤثرة للممارسة التربوية وظروف العمل في الصحة النفسية للمدرسين بـ #المغرب #AGSC2020" https://t.co/85UY6TDfyv
— المركز العربي (@ArabCenter_ar) August 19, 2020
أما الورقة الثانية، فكانت للباحثة دنيا الرميلي، تحت عنوان "أنواع العنف والمعاناة في القطاع الصحي: دراسة حالة الممرضين في ولاية تونس"، وفيها ناقشت وضع الظروف العنيفة للعمل الصحي في تونس مع التغيرات السياسية الراهنة وعدم الاستقرار الكامل.
وحاولت تقييم أنواع هذا العنف، وعوامله، ونتائجه المترتبة على صحة الممرضين التونسيين، وقد اعتمدت على منهج مزدوج يستند إلى الاستبيانات من جهة، وإلى المقابلات الفردية والاختبارات النفسية من جهة أخرى.
واختتم الباحثان محمد مهدي البرجاوي ونور الله منور، جلسات مسار دراسات النزاع وما بعد النزاع، حيث عرض البرجاوي في بحثه، "من مقاومة وطنية إلى لاعب إقليمي: صنع سياسات حزب الله الخارجية"، لظروف تدخل "حزب الله" في سورية والعراق.
وحاول الكشف عن السياسة الخارجية لـ"حزب الله"، وبيان محفزات هذه السياسة ودوافعها، بالتركيز أساساً على مبادئه الأيديولوجية والعقدية، وبخاصة مبدأ ولاية الفقيه.
ووصل الباحث إلى نتيجة قوامها أن اهتمام "حزب الله" بالاستقرار والأمن هو ما يجعله يتخذ قرارات براغماتية لا تتعارض بالضرورة مع معتقداته الأيديولوجية.
تقدم ورقة محمد إطارًا تحليلًا منهجيًا لبحث دور الأيديولوجيا في السياسات الخارجية لحزب الله. وتزعم أن اهتمام الحزب بالاستقرار والأمن هو ما يجعله يتّخذ قرارات براغماتية، لا تتعارض بالضرورة مع معتقداته الأيديولوجية.#مؤتمر_طلبة_الدكتوراه_العرب #AGSC2020 pic.twitter.com/8Y2jKEc4Hj
— المركز العربي (@ArabCenter_ar) August 20, 2020
أما الباحث نور الله منور، فكان عنوان بحثه "تراث متنافس: حماية التراث المستقبلي لسورية ما بعد الصراع". وقام البحث على فرضية أن التراث يخضع لعملية تحول وتغير على نحو مستمر. ومن ثمّ، لا يعرّض تدمير المواقع التراثية وفقدانها، بالنسبة إلى سورية منذ عام 2011، للخطر، بل لعل ذلك قد يصنع تراث سورية ما بعد الحرب.
⏱ اليوم الساعة 4:40 مساء
— المركز العربي (@ArabCenter_ar) August 20, 2020
ندعوكم لحضور جلسة نور الله منور@NourMunawar بعنوان "تراث متنافس: حماية التراث المستقبلي لسورية ما بعد الصراع" ضمن #مؤتمر_طلبة_الدكتوراه_العرب #AGSC2020.#لبنان
🖥 تبث الجلسة على فيسبوك، تويتر، ويوتيوب.
📎 للتسجيل لحضور المؤتمر: https://t.co/hjijsr65rn pic.twitter.com/muj4QhLZ49
يذكر أن 37 باحثاً وباحثة، من جامعات من الولايات المتحدة، وأوروبا، والمملكة المتحدة، وأستراليا، قد شاركوا في المؤتمر الذي استمرت جلساته لمدة 12 يوماً، وانعقد افتراضياً بسبب تداعيات جائحة كورونا، ونسّقت لجنة المؤتمر مع أكثر من 30 أستاذاً متخصصاً، في الحقول المعرفية، التي تندرج فيها الأوراق المقدّمة، من داخل "المركز العربي" و"معهد الدوحة للدراسات العليا"، ومن مؤسسات أخرى حول العالم، ليسهموا في توفير تعقيبات وملاحظات نقدية بشأن الأبحاث المشاركة.
وسعى "المركز العربي" إلى إقامة صلة بين الفضاء البحثي في العالم العربي والباحثات والباحثين الشباب من الطلبة العرب الذين يكملون دراستهم في شهادة الدكتوراه في جامعات غربية، في حقول العلوم الاجتماعية والإنسانية المختلفة.
وهذه الصلة، بحسب رؤية المركز، ضرورية، ولا سيما أن هؤلاء الباحثين والطلبة عادةً ما يؤسّسون لمساراتهم المهنية والبحثية في البلدان التي يدرسون فيها، فينشرون نتائج أبحاثهم في المؤسسات الأكاديمية الغربية، وبلغات تلك المؤسسات، ما يسهم في خلق فجوة بين المنتج البحثي الذي ينجزونه والمنطقة العربية. لذلك، يُعزّز هذا المؤتمرُ، على نحوٍ مؤسسي منظَّم، الصلات البحثية بين الباحثين العرب في الجامعات الغربية، وكذلك بينهم وبين زملائهم في المؤسسات البحثية العربية.