شركات طيران تشن حرباً على خدعة تمكنكم من السفر بكلفة أقل

18 فبراير 2019
"Lufthansa" الألمانية تقاضي مسافراً استخدم تلك الحيلة(فيسبوك)
+ الخط -
تحاول شركات الطيران اليوم، قمع الثغرات المتعلقة بحجز التذاكر، والتي تؤدي لخسارتها آلاف الجنيهات من أرباحها، إلا أن هذا لم يؤدّ سوى إلى المزيد من الترويج لما يعرف بـ"خدعة المدينة الخفية".


وتعتمد فكرة "المدينة الخفية"، وفقا لـ"ذا غارديان"، على حجز تذكرة طيران باتجاه واحد، إلى وجهة أقل شعبية وبالتالي أرخص ثمنًا، في رحلة تتوقف في وجهتك الأصلية، وكل ما عليك فعله هو النزول وتخطي المحطات التالية، وهو ما سيوفر عليك تكاليف السفر باهظة الثمن إلى الوجهات ذات الشعبية، التي يكون السفر إليها مباشرة عادة أغلى ثمنًا، ويتوجب عليك فقط ألا تكون معك أمتعة مشحونة.

واستفاد الناس من خصائص استراتيجية "المدينة الخفية" لسنوات عديدة، إلا أن شعبيتها المتزايدة، وإطلاق الكثير من المواقع الإلكترونية التي تروج لها، أثار غضب شركات الطيران التي أخذت تلاحق المسألة قانونيًا، ومن بينها شركة "Lufthansa" الألمانية، التي ضاعفت جهودها الأسبوع الماضي في محكمة ببرلين، لمقاضاة مسافر أوروبي استخدم هذه الحيلة لتوفير آلاف الجنيهات على متن رحلة عبر المحيط الأطلسي.

وأفادت تقارير المحكمة بأن المسافر حجز رحلة عودة من أوسلو إلى سياتل، ونزل في فرانكفورت ثم حجز تذكرة منفصلة لبرلين، وهو ما أدى لخسارة الشركة الألمانية مبلغ 2385 دولارا، وهو ما تسعى لاسترداده من العميل، من خلال الدعوى التي خسرتها في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، والتي تستأنفها اليوم، في محاولة لسد هذه الثغرة القانونية.

وأوضح محلل الطيران روبرت مان، أن حجز التذاكر من خلال استراتيجية "المدينة الخفية"، كان موجودًا منذ وقت طويل، إلا أن مواقع الإنترنت، ومن بينها موقع Skiplagged الأميركي، جعلت شركات الطيران تلاحظها من خلال التسويق لها، وقال: "إذا أصبحت هذه الممارسة شائعة، فإنها ستتحول من ثقب صغير في دلو كبير إلى فجوة ضخمة تتساقط منها أرباح شركات الطيران".

ورفعت شركة حجز تذاكر الطيران "أوربتز" عام 2015، دعوى قضائية ضد موقع Skiplagged، الذي كان يزوره أكثر من مليون شخص في الشهر، متهمة مؤسسه، أخطر زمان، الذي كان يبلغ من العمر 22 عامًا، بـ"الخداع والمنافسة غير العادلة"، وزعمت أن الموقع يروج لـ"السفر غير المشروع"، إلا أنها خسرت القضية.



وأوضح مان أن استخدام خدعة "المدينة الخفية" داخل الولايات المتحدة، قد يؤدي لخسارة شركات الطيران بضعة مئات من الجنيهات، تبعًا للسعر الذي ستبيع به المقعد الذي لم يستخدم، وأضاف: "عندما يتعلق الأمر بالتذاكر الدولية، ستبلغ الخسائر مبالغ كبيرة جدًا، بحيث لا يمكن تجاهلها"، كما أضاف أن شيوع هذه الاستراتيجية قد يحمل مخاطر على الركاب أيضًا، إذ قد لا تبالي شركات الطيران بعدم ظهور أحدهم في إحدى المحطات، ثم تلغي رحلة عودتهم حتى لو كانوا عالقين في المدينة الخاطئة.

ويذكر أن القانون ما زال غير واضح في ما يتعلق بمشروعية استراتيجية "المدينة الخفية"، وعلى الرغم من رفض عدة دعاوى ضد مسافرين طولبوا بدفع رسوم إضافية، إلا أن قرار Lufthansa باستئناف القضية، قد يوضح استعداد شركات الطيران لفتح جبهة جديدة ضد هذا النوع من الثغرات، التي أصبح استخدامها جذابًا لدى عدد كبير من المسافرين.

 

 

 

دلالات
المساهمون