يربط التعليم الموضوعاتي بين علاقة المعرفة في تخصّصات متعدّدة وبين الوقائع والحياة اليومية، حيث يتكامل المنهج الدراسي مع التجارب الشخصية وراهن المجتمع الذي يعيش فيه الطالب، ويعتمد بالضرورة على القيام ببحث حول قضية معينة وتوجيه الأسئلة التي تتطلب إلماماً معمقاً بالحقائق والمفاهيم المؤسسة لها، ومحاولة الإجابة عنها بشكل فردي وجماعي.
في هذا السياق، تنطلق عند التاسعة من صباح الإثنين المقبل، أعمال مؤتمر بعنوان "المدرسة الموضوعاتية: النوع الاجتماعي، النسوية وما بعد الكولونيالية في بلاد المغرب والشرق الأوسط"، وتتواصل لخمسة أيام بتنظيم من "كلية الدراسات المتقدمة في العلوم الاجتماعية"، و"كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية" في تونس.
يشير بيان المدرسة التي سيلتحق بها عدد من الطلبة إلى أن "العلاقات الجندرية و(النسوية) مسألة مركزية من الناحية السياسية في المغرب الكبير والشرق الأوسط منذ القرن التاسع عشر، وأنها تأثرت بالاستعمار وقوميات ما بعد الاستقلال والرأسمالية والإمبريالية المعاصرة".
كما يوضّح أن "دراسات ما بعد الكولونيالية تدعو إلى إعادة التفكير في الدراسات الجندرية والنسوية، خاصة تلك التي أُنجزت من خلال تاريخ المجتمعات الأوروبية ومن طرف باحثين وباحثات من بلدان كانت تحت نير الاستعمار. هذه الدراسات تناقش في جامعات الشمال، غير أنها، ولعدة أسباب مختلفة، تبقى منسية في دول الجنوب".
يشارك في التظاهرة باحثون في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا والعلوم السياسية واللسانيات والفلسفة وغيرها، ويتضمّن البرنامج عدّة جلسات منها: "لامركزة النسوية" تقدّمها سمية المستيري وتدير النقاش رانيا المجدوب، و"علاقات اجتماعية عرقية في المغرب والمشرق العربي" تقدّمه إيناس مراد الدالي وإميلي لورونار، كما تُقام طاولة مستديرة بعنوان "النوع الاجتماعي والعنصرية في تونس".
تُقام الأربعاء المقبل جلسة بعنوان "الجنسانية في السياق ما بعد الكولونيالية" يشارك فيها جانفرانكو ربوشيني وسفيان مرابط ويدير النقاش عبير كريفة، وتعقد الخميس جلسة "الجندرة والثورات في المغرب والمشرق العربي منذ 2011" بمشاركة سارة بريار وعبير كريفة ومناقشة ليلى الدخلي، ويعرض فيلم "نسوية" لـ فلوري بافار.
أما الجمعة، فتُنظَّم جلسة "الجسد والاستشراق" التي تتحدّث خلالها جوسلين دخليّة ومريم ڤلّوز، وتدير النقاش مريم السليمي.