"المخطوطات المملوكية في الخزائن المغربية": تاريخ ثقافي من النسخ

23 نوفمبر 2018
(المدرسة المرينية في سلا)
+ الخط -
"المخطوطات المملوكية في الخزائن المغربية: ببليوغرافيا ودراسة" عنوان الكتاب الصادر حديثاً عن سلسلة "تراثنتا" ضمن إصدارات "معهد المخطوطات العربية" في القاهرة، للباحث والأكاديمي المغربي أحمد السعيدي.

يهدف الكتاب إلى استقصاء المخطوطات التي تعود إلى العصر المملوكي (648 – 923هـ) في الخزائن العامة والخاصة المغربية، ومنها "خزانة الزاوية العياشية" في الرشيدية، و"خزانة الإمام علي" في تارودانت، و"خزانة الجامع الكبير" في مكناس، و"الخزانة الحسنية (الملكية)" و"المكتبة الوطنية العامة" في الرباط، و"دار الكتب الناصرية" في تامكروت، و"خزانة الجامع الكبير" في وزّان.

كما يضمّ العمل مقاربة إحصائية لأماكن وجود المخطوطات وزمن نسخها ونسّاخها وحالتها وقلمها، ومنها بيانات توضيحية للمخطوطات المملوكية حسب الفنون والتسلسل الزمني والمؤلّفين.

قُسِّم المؤلّف بحث إلى قسمين؛ الأول: الببليوغرافيا، وجاءت فيها المخطوطات مرتبة حسب الفنون: العلوم الشرعية، والعلوم البحتة، والثاني: دراسة إحصائية، تتناول النسبة المئوية لهذه المخطوطات في الديار المغربية، حسب المكتبات والعناوين والمؤلفين.

وذُيِّل البحث بملحق، جاء فيه نماذج من مخطوط "ديوان جرير" الذي نسخه الخطاط الشهير ياقوت المستعصمي، ونماذج من مخطوط "أدب الدنيا والدين" للماوردي.

يشير السعيدي في تقديمه إلى أن "حركة انتقال المعرفة عبر الرحلات الحجازية خاصة، أسهمت في انتقال أوعيتها ممثلة في المخطوطات من أماكن صناعتها إلى الخزائن المغربية. ومن المعلوم أن مقاربة رحلات الكتب المخطوطة يكتسب أهمية بالغة في تجلية العلائق العلمية والثقافية بين شرق العالم العربي الإسلامي وغربه..".

ويوضّح أن دولة المماليك في مصر والحجاز والشام (1250 – 1517) قد عاصرت أواخر دولة الموحدين (1147 – 1269)، وثم كلّ من فترة المرينين (1258 – 1420)، وبعض فترة الوطاسيين في المغرب (1420 – 1547)، وبودلت بين سلاطين الطرفين هدايا ورسائل وسفارات كثيرة، ولم تقتصر الصلات على الجوانب الدبلوماسية والسياسية بل تعدّتها إلى تبادل المعرفة والعلوم.

يحصي الكتاب آلاف المخطوطات في علوم القرآن والحديث والتصوف والأدب والسياسة والتاريخ والتراجم والبلاغة والعروض واللغة والنحو والمنطق والطب والطبيعيات مع تلخيص أبرز ما ورد فيها وسياق تأليفها التاريخي، منها "الإمامة والسياسة" لابن قتيبة، وديوان عمر بن أبي ربيعة، و"المستقصى في أمثال العرب" للزمخشري، ومقامات الحريري، و"حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة" للسيوطي، و"طبقات القراء" للذهبي، والألفية لابن مالك، و"الموجز من القانون" لابن النفيس.

المساهمون