"الماضي هو حاضر": الهوية المصرية بين المخيلة والتاريخ

02 يونيو 2018
(من المعروضات، ماكنة نفرتيتي)
+ الخط -

"الماضي هو حاضر: أن تصبح مصرياً في القرن العشرين"، عنوان المعرض الذي ينظمه "المتحف البريطاني" حالياً في لندن ويتواصل حتى 22 تموز/ يوليو المقبل.

يضم المعرض أعمالاً لفنانين مصريين معاصرين، إلى جانب أعمال أثرية مصرية من مقتنيات المتحف، حيث يكشف حضور المعاصر إلى جانب الماضي عن الأساليب التي ما زالت مصر القديمة تظهر من خلالها ملهمة لـ مصر اليوم، وكيف أن هذه تقدم نفسها من خلال تلك كل يوم.

تضم المجموعة التي يضمها المعرض شعار "بنك مصر" الذي تأسس عام 1920 كأول بنك أسسه وامتلكه مصريون فقط، بعد ثورة 1919 كتحرك وطني اقتصادي ضد الاحتلال البريطاني. الشعار يتضمن تصويراً لكليوباترا آخر الفراعنة المصريين، وزهرة اللوتس رمز إعادة الولادة.

الشعار يشير إلى العلاقة بين الاقتصاد الوطني والمخيلة الفرعونية القديمة وبناء الهوية الحديثة، إلى جانب أغراض أخرى معروض تحمل الدلالات نفسها مثل علبة حليب تحمل شعار البنك، مجلات، علب سجائر، أورواق نقدية، وإسطوانات.

هذه الأغراض تقدم معاً لتكشف عن الطرق المعقدة التي يجري من خلالها استدعاء التاريخ القديم وإعادة تقديمة على صورة شيء من الحياة اليومية للمجتمع المغاصر، والذي كان يقابل التغير السياسي.

كما تحضر أيضاً أعمال فيديو، تحت عنوان "سياحة داخلية" للفنانة المصرية المعاصرة مها مأمون (1972)، والتي تقدم فيها مشاهد من السينما المصرية التقطت في محيط أهرامات الجيزة، حيث تستكشف الفانة المعالم الأيقونية وأنماط استخدامها وتوظيفها في صورة نمطية كليشيه، تعيد إنتاج السرديات السياسية والاجتماعية والتاريخية لمصر.

المعرض جزء من "مشروع مصر الحديثة" الذي انطلق في المتحف البريطاني عام 2016، والذي يتناول بشكل أساسي الكيفية التي يجري بها تقديم عالمنا المعاصر اليوم من خلال أشياء مادية، يمكن أن تحفظ للمتلقي المستقبلي فتصبح جزءاً من ذلك المستقبل.

المساهمون