تناقش الدراسة الدور الذي تؤدّيه اللغة للحفاظ على علاقات السلطة وتغييرها في المجتمع المعاصر، وحول أساليب تحليل اللغة بحيث تكشف عن هذا الدور بشقّيه؛ أي حول زيادة وعي الناس به، وزيادة قدرتهم على مقاومته وتغييره، وقد وُضع الكتاب بحيث تسهل قراءته لمن لا يتمتّع بخبرة سابقة في هذا المجال.
في مقدمته، يشير المؤلّف إلى أن النسخة العربية، تصدر بعد نحو عقد كامل من ظهور الطبعة الأولى من كتابه "اللغة والسلطة" في عام 1989، وأنه أضاف فصلاً جديداً كضرورة ملحّة، حيث أن الحياة الاجتماعية شهدت تغييراً كبيراً فى العقد الماضي، أدّت إلى تغيير طبيعة علاقات السلطة غير المتكافئة إلى حد ما، ومن ثمّ إلى تغيير برنامج الدراسة النقدية للغة.
يضيف فيركلف أن علاقات السلطة على المستوى الدولي، بصفة خاصة، أصبحت تشكّل وتحدّد ما يحدث على المستويين القومي والمحلي إلى درجة تفوّق ما كانت عليه الحال، حتى منذ عشر سنوات.
يركّز الفصل العاشر، المضاف الى الطبعة الثانية التي جرت ترجمتها، على هذه التغييرات، وما تتضمّنه من دلالات لمسألة اللغة والسلطة، ما يعني أن البحوث التي تجري حول علاقة اللغة بالسلطة في أطر محلية، لابدّ أن تتعرض إلى التأثر بالأحداث والصراعات الدولية والعلاقات القائمة على هذا المستوى وما تسهمه فى تشكيل هذه الأحداث والعلاقات.
يُلفت الكتاب على أن التحليل النقدي للخطاب اجتذب اهتماماً كبيراً خارج سياق علم اللغة والدراسات اللغوية، ويبدو أنه قد بدأ يؤتي نتائج تتمثّل فى تشجيع الباحثين فى العلوم الاجتماعية على إدراج تحليل اللغة فى عملهم، مع الإشارة إلى أن العمل يتضمّن النظر إلى التحليل النقدي للخطاب باعتباره من الموارد التي يُعتمَد عليها فى الصراعات الاجتماعية والسياسية من أجل العدل والمساواة.
يُذكر أن نورمان فيركلف يعمل محاضراً متفرّغاً في "جامعة لانكستر" في إنكلترا، وهو أحد مؤسّسي "تحليل الخطاب النقدي"، له مؤلّفات عدّة؛ من بينها: "خطاب الإعلام"(1995)، و"تحليل الخطاب النقدي" (1995)، و"اللغة والعولمة" (2006)، و"الخطاب والتغير الاجتماعي" (2007)، والأخير ترجمه إلى العربية محمد عناني، وصدر كذلك عن "المركز القومي للترجمة" العام الماضي.