"اللشمانيا" تتفشى بريف حلب في ظل غياب العلاج

13 نوفمبر 2019
تفشي اللشمانيا في ريف حلب (فيسبوك)
+ الخط -


يتزايد عدد المصابين بمرض "اللشمانيا" في ريفي حلب الجنوبي والغربي بسبب تردي الواقع الخدمي المتعلق برفع النفايات وسوء الصرف الصحي، ما يجعل المنطقة بيئة لـ"ذبابة الرمل" الناقلة للمرض، فضلاً عن عدم وجود مراكز صحية ونقص شديد في الدواء والكوادر الطبية.

وقال محمد عبد الحي، من سكان ريف حلب الجنوبي، لـ"العربي الجديد" "الوضع الصحي والخدمي في المنطقة سيئ للغاية، والحشرات منتشرة بشكل كبير، والقمامة متراكمة في الشوارع والصرف الصحي مكشوف، ويمكن القول إن النظافة معدومة. هناك كثير من الإصابات باللشمانيا، خاصة بين الأطفال، في حين لا يوجد دواء في المستوصف، ولا نستطيع دفع تكاليف العلاج في العيادات الخاصة".

وتابع عبد الحي: "نناشد المنظمات الإنسانية والصحية أن تلتفت إلى واقعنا السيئ، وأن تدعم المراكز الطبية لتقديم العلاج، وخاصة للأطفال، إضافة إلى دعم جهود مكافحة انتشار الحشرات".

وقال عضو المجلس المحلي في بلدة الزربة، محمود المحمد، لـ"العربي الجديد": "قرى الريف الجنوبي تتوزع على جانب نهر قويق الذي يعتبر مجرور مدينة حلب، وتلك القرى يصاب سكانها بالكثير من الأوبئة، كما تستخدم مياه النهر في ري الأراضي الزراعية، وكلما كانت القرية أقرب إلى النهر كان انتشار اللشمانيا أكبر".

وأضاف المحمد: "لا يوجد كادر طبي مختص، كما أن كمية الدواء محدودة في مستوصف الزربة، ولا تكفي 20 في المائة من المصابين، والمصاب الذي يريد أن يحصل على العلاج عليه الذهاب إلى مدينة الأتارب، والتي تبعد عن بلدات الريف الجنوبي أكثر من 30 كم، أو إلى صيدلية خاصة، والتكاليف كبيرة مما يحرم الأسر الفقيرة من العلاج".

وأوضح أن "هناك حاجة ماسة لوجود كادر طبي مختص، وتزويد المراكز الطبية بالأدوية والمستلزمات، وإنشاء مركز دائم لعلاج اللشمانيا. كان لدينا مركز مختص لكنه توقف عن العمل قبل خمس سنوات".

بدوره قال مدير الرعاية الصحية الأولية في مديرية صحة حلب، عبد الكريم ياسين، لـ"العربي الجديد": "هناك عدة عوامل تساهم في انتشار اللشمانيا في ريف حلب الجنوبي والغربي، أولها سوء شبكة الصرف الصحي، كما لا توجد منظمات يمكنها أن تجري للشبكة عمليات الصيانة اللازمة، إضافة إلى أن أعمال رفع النفايات غير موجودة بسبب عدم وجود دعم، وهذا الواقع المتردي يؤدي إلى انتشار ذبابة الرمل المسؤولة عن انتشار اللشمانيا".

وأضاف ياسين: "لا توجد رعاية يمكن تقديمها للمصاب لأن المنظمة التي كانت تدعم بالدواء والكوادر توقفت عن الدعم، كما يقتصر وجود الدواء على ثلاثة مراكز علاجية، والكمية أقل كثيراً من المطلوب، مما يتسبب بزيادة أعداد المصابين، وقمنا في فصل الصيف بحملة لمكافحة ذبابة الرمل، إلا أنها كانت على نطاق ضيق، وكانت المبيدات الحشرية المستخدمة غير فعالة".

وتابع "نحتاج إلى دعم 7 مراكز علاجية دائمة بشكل يمنحها القدرة على توزيع العلاج، بالتزامن مع إيجاد دعم مستمر للأدوية لأن علاج اللشمانيا بالقطاع الخاص مكلف جداً، ويحدد عدد الحقن بحسب حجم الإصابة، ولا يوجد كادر مدرب بشكل جيد، والريف الجنوبي يفتقر لوجود مراكز علاجية في حين يعيش في بلداته أكثر من 100 ألف شخص، كما يبلغ عدد السكان في ريف حلب أكثر من 550 ألف نسمة".

وأشارت مديرية صحة حلب إلى أن عدد المصابين باللشمانيا بلغ 3786 شخصاً، وبلغ معدل الإصابات الشهرية 75 حالة، في حين تتركز غالبية الإصابات في الريف الجنوبي ناحية الزربة، بالإضافة إلى جيب عندان ومناطق المخيمات.

دلالات
المساهمون