في هذا السياق، يتشكّك متابعون حيال قدرة "مجلس اللسان العربي" الذي تأسّس منذ أيام قليلة على تحقيق أهدافه المعلنة، والذي يأتي بعد عدّة مبادرات سابقة لإحياء العربية في "بلد المليون شاعر"، في ضوء انتصار تيار "التغريب" على دعاة "التعريب" من خلال تكريس الفرنسية لغة في جميع التخصّصات الأكاديمية باسثتناء العلوم الإنسانية، وكذلك في مناقشات البرلمان والمراسلات الرسمية.
وبالنظر إلى تجارب سابقة، فإن مطالبات جمعيات أهلية باعتماد العربية في جميع مناحي الحياة العامة باءت الفشل بسبب غياب الإرادة السياسية، وإمساك نخبة تلقّت تعليمها في فرنسا جميع مفاصل الحكم خلال العقود الماضية، كما يشكّل ضعف الإمكانيات المادية حائلاً دون المضي في مشروع التعريب.
يتكرّر الأمر نفسه مع المبادرة الجديدة، حيث تداول مثقفون موريتانيون تعليقات ساخرة حول تصريحات وزير الثقافة خلال حفل إعلان "مجلس اللسان العربي"، فقد لفت بعضهم إلى المفارقة في دعوته إلى الحفاظ على العربية ودعمه لكلّ الجهود المبذولة، بينما يفتخر في جميع المناسبات التي تنظّمها مراكز فرنكوفونية بـ "ثقافته الفرنسية الخالصة".
غير أن ذلك لم يمنع القائمين على المجلس من التفاؤل بتغييرات تطال المناهج التربوية، مقدّمين أوراقاً تؤكّد قدرة العربية على تطوير العلوم قياساً إلى حقبات ماضية في التاريخ الموريتاني، داعين إلى تنفيذ العديد من القرارات الحكومية التي لم تفعّل، ومن شأنها الحفاظ على الهوية العربية لبلدهم.