"الكراج الذكي" اختراعٌ ينتظر التطبيق في غزة

22 مايو 2016
نموذج الابتكار الفلسطيني الإلكتروني (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
قاد الازدحام المروري الذي بات يميز شوارع قطاع غزة في السنوات الأخيرة، عددًا من الخريجين الفلسطينيين، لابتكار "كراج ذكي" يعمل إلكترونياً، ليتغلب على مشاكل المساحات الشاسعة التي تستغلها السيارات، التي قفزت أعدادها في السنوات الأخيرة.

وابتكر الطلبة الأربعة، خالد سكيك وإبراهيم عبد الباري وعبد الله عنان ونادر زقوت "الكراج الذكي" للسيارات، ضمن أحد مساقات التخرج، من تخصص هندسة الميكاترونكس في جامعة الأزهر بغزة.

ويقول خالد سكيك (23 عاماً) إنّ الفكرة نبعت من الازدحام المتزايد في حركة المرور، وكثرة أعداد السيارات في غزة، مشيراً إلى أنّ الفكرة نضجت لديه بعد اطلاعه مشاريع مشابهة مُطبقة في بعض الدول العربية والأجنبية.

ويوضح سكيك لـ"العربي الجديد" أنّ المشروع يعمل بنظام إلكتروني، عن طريق رَكن السيارات بشكل عمودي، يُتيح إمكانية ركن من 6 إلى 16 سيارة كحد أقصى، ويستوعب كل لوح من ألواح "الكراج" سيارتين، مُشبهًا الفكرة بنظام عمل دولاب الهواء في مدينة الألعاب.

وتطلب تصميم المُجسّم الميكانيكي سنة كاملة، مقسمة على مراحل من التصميم والتحليل والدراسات والتنفيذ، باستخدام مواد كالحديد المُصفح وحديد البروفيل، وبعض من التروس والسلاسل لتثبيت الألواح التي ستحمل السيارات، وجهاز للتحكم الإلكتروني.

ويشرح سكيك آلية عمل المشروع، بقوله: "يُعطي التطبيق للسائق الراغب بركن سيارته، أمرًا بالبحث عن أقرب مكان فارغ في الكراج، بعدها يدور الكراج مع عقارب الساعة أو عكسها حسب أقصر مسافة يصل بها للمستخدم".


ويضيف: "عندما ينتهي المستخدم من ركن سيارته، يحصل على كود يتضمن ساعة الدخول، يُمكّنه من استرجاع السيارة عند طلبه مرة أخرى"، لافتاً إلى أن النظام لا يعمل مع وجود إنسان داخل الكراج، كأحد وسائل الحماية والأمان.

"يحتاج الكراج الذكي إلى كهرباء مستمرة، لكنه في نفس الوقت موفر للطاقة، إذا ما اعتبرنا أن المشروع استثماري"، حسب قوله، ويضيف "يمكن استخدام واجهة الكراج للإعلانات التجارية"، منبهاً إلى أنّ الكراج مبرمج على استيعاب السيارات التي لا يزيد وزنها عن 2.5 طن.

أما إبراهيم عبد الباري (23 عامًا) فيصف المشروع بأنه صديق البيئة، كونه يحد من مشكلة الازدحام المروري، ويعمل على توفير مساحات واسعة من الأرض، نظرًا لاستغلال السيارات مساحات شاسعة عند اصطفافها، بالإضافة لحماية السيارات من السرقة والعبث بها.

ويبيّن عبد الباري، أحد المشاركين في تصميم المشروع، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الكراج الذكي" يواجه صعوبات في توفير بعض المواد اللازمة، نظرًا للحصار المفروض على القطاع، بالإضافة لشح الحديد، والتكلفة الباهظة التي يتطلبها تنفيذ المشروع على أرض الواقع والتي تصل إلى 120 ألف دولار أميركي.

ويشير إلى أنهم تقدموا بفكرة المشروع، لمؤسسات أجنبية ولكن تم رفضه بناء على تكلفته العالية، مضيفًا أن وزارة المواصلات في غزة تواصلت مع القائمين على المشروع، وعبّرت عن إعجابها، "ووعدت بتنفيذه، لكنه لم يتم ترجمة المشروع على أرض الواقع".

ويطمح عبد الباري وزملاؤه لتنفيذ المشروع، كونه الأول بأيدٍ فلسطينية عربية خالصة.