ولم يكشف بيان الشرطة الكثير عن تفاصيل الحدث، واكتفى الناطق الرسمي لشرطة المنطقة الشرقية العقيد زياد الرقيطي بالقول: "إنه عند الساعة الثامنة من مساء أمس الأربعاء، حضرت إلى إحدى نقاط الضبط الأمني بطريق الجبيل، مركبة يستقلها أربعة مواطنين في العقد الثاني والثالث من العمر، وأشار قائدها إلى تعرضه وزملائه لإطلاق نار من قبل شخص مسلح يستقل دراجة نارية، أثناء وجودهم ببلدة العوامية في محافظة القطيف، ما أسفر عن وفاة زميلهم وإصابة اثنين آخرين بإصابات بسيطة".
وتابع العقيد الرقيطي: "تم نقل المتوفى والمصابين إلى المستشفى، وباشرت الجهات المختصة إجراءات الضبط الجنائي للجريمة والكشف عن ملابساتها".
هذا البيان المقتضب لم يكن كافياً، خاصة وأنه لم يتم أي تعليق على الحادث أو الجناة الذين تسببوا في وفاة الشاب الذي كان في نزهة مع أصدقائه في المنطقة الشرقية، وهو ما اعتبره كثيرون بوادر غير جيدة في المنطقة، التي تشهد توتراً طائفياً منذ سنوات، خاصة وأن عدداً من أبناء العوامية برروا عملية القتل، وكأنها حماية لمدينتهم.
ودشن مغردون على تويتر وسماً باسم (#ضيف_الله_القرشي) طالبوا فيه بكشف كل ملابسات الحادث وتقديم الجناة للعدالة، أسوة بما حدث في حادثتي القديح والعنود.
وأكد الأديب عبد الله الغذامي أن ما حدث يحتاج تحركاً أمنياً سريعاً لاحتوائه، وقال: "العوامية تمثل مشكلة حقيقية في مفهوم الوطن، لا يصح من أهل هذه البلدة الكرام، أن يسمحوا لحفنة مجنونة أن تشوه معاني الوطنية".
— عبدالله الغذامي (@ghathami) June 20, 2015 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
حديث الغذامي جاء رداً على الصمت الرسمي تجاه مقتل القرشي، وعلى بعض الأصوات التي ظهرت من بعض أهالي العوامية التي تحمل القتيل مسؤولية الحادثة لأنه زار العوامية.
— عمر بن عبدالعزيز (@oamaz7) June 20, 2015
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— عمر بن عبدالعزيز (@oamaz7) June 20, 2015
|
واستغرب ناشطون اختلاف التعاطي مع حادثة العوامية عن حادثة القديح، فقالت جوري العواجي: "لم ينبح لا إعلام ولا منافقون ولا أحد أعطى أهله مليون ولا نزل الإعلام يعزي ولا أحد قال الشهيد".
— حمود بن علي العمري (@Alkareemiy) June 20, 2015 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
— عبد الله زقيل (@zugailamm) June 20, 2015 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
من جانبه أكد شيخ قبيلة أل حمود القرشي، التي يرجع إليها القتيل، أن كل ذنب ابنهم أنه توقع أن العوامية جزء من السعودية وقرر زيارتها، وقال في بيان نسب له على مواقع التواصل الاجتماعي: "استقبلنا خبراً مفزعاً أقضّ مضاجعنا، وهو نبأ قتل ابن القبيلة الشاب ضيف الله القرشي (18 عاماً) في العوامية في مملكة الأمن والأمان، حيث ذهب برفقة ثلاثة من أقاربه للنزهة في ربع وطننا الآمن، فخرجت لهم يد الغدر الآثمة من مخابئها فقامت بمطاردتهم ومحاولة محاصرتهم ثم إطلاق النار الكثيف عليهم فأردوه قتيلاً، وما ذنبه إلا أنه ركن لأمن بلاده الذي عكرته خفافيش الظلام القاتلة، قاتلهم الله أنى يؤفكون".
وبحسب مقربين من القتيل، فقد طاردتهم دراجة نارية يقودها مجهولون يحملون أسلحة نارية، وقاموا بإطلاق النار عليهم، لأنهم دخلوا مدينتهم، وهو ما حوّل الجدل لمستوى أكثر سخونة.
وأثارت تغريدة أحد أعيان العوامية، محمد النمر، سخط الكثيرين، حيث قال: "أتمنى من الجهات الأمنية الإفصاح عن هوية المقتول اليوم في العوامية وأسباب تجوله فيها، والجميع يعلم أن يقظة أهالي القطيف ارتفعت بعد غدر الإرهاب بهم".
— محمد النمرm. alnemer (@mbanalnemer) June 18, 2015 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
واعتبر ناشطون أن تغريدة النمر كانت تلمح بأن القتيل لم يكن يجب أن يتواجد في العوامية، وأن من قتله هم أفراد الحماية الشعبية التي شُكلت رغم التحذيرات الأمنية منها.
اقرأ أيضاً: السعودية تعلن القبض على مطلوب بتهمة الإرهاب