من خلال هذه الأعمال التي يسميها بـ "الكتب الأدبية الرزينة"، يشرح أستاذ الأدب الإنجليزي فيليب دايفيس متغيرات فعل القراءة في العصور الحديثة في كتاب "القارئ والقراءة: صور عن البلاغة الأدبية" الصادرة ترجمته مؤخراً عن "المنظمة العربية للترجمة".
في مقدمة كتابه يكشف دايفيس أن الأدب " يوفّر أرضية قابضة لاستكشاف الوجود الإنسانيّ" ليبيّن أن هذه الأعمال لا تمثّل ربطاً مع العصور التي كُتبت فيها فحسب، وإنما تمثّل ربطاً للإنسان مع وجوده، كونها – بفعل التراكم المعرفي- تدخل في بنية الذهنيات التي هي وسيلة تمثّل المحيط.
من خلال القراءة - يلفت المؤلف - نستطيع "تشييد مكان للتأمّل الوجدانيّ يتوسّط الدّين والعلمانيّة. فتُمسي القراءة بديلاً عن أيّما نظرة تقليدية للعالم"، وهو ما يتطابق مع فهم حداثوي للعالم مستفيداً في ذلك من معطيات مجالات معرفية مثل الفينومينولوجيا واللسانيات ونظرية المعرفة في تفسير وجهة نظره.
الكتاب الذي نقلته إلى العربية المترجمة والباحثة اللبنانية زينة الطفيلي، يعترف بما تعيشه القراءة اليوم من تهديد وتضييق، مبيّناً أنه ينبغي سد الهوة بين عالمي الكتّاب والقرّاء بجلب التفكير الأدبي إلى الثقافة العامة.