"الفنون الشعبية في العالم العربي": انطلاقاً من الغرب

11 يناير 2020
فريد بلكاهية/ المغرب
+ الخط -

يمثّل التأريخ للفنون في العالم العربي إشكاليةً أساسية؛ حيث لم يتحوّل إلى فضاء معرفي يشهد تراكماً كما هو الحال مع التأريخ للفنون في الغرب، كما لا يبدو اليوم مشغلاً يلتفت إليه الباحثون، ليظل أسير قراءات انطباعية ومحاولات بحثية متفرّقة، وهو ما يثير تساؤلات حول تأصيل الفنون البصرية عامة في البلاد العربية، على الرغم من أن مثل هذا السؤال أُثير منذ قرابة قرن في معظم البلاد العربية مع جيل الروّاد.

في فرعه بمدينة تركوان شمالي فرنسا، يقيم "معهد العالم العربي" بداية من الثلاثاء المقبل، 14 كانون الثاني/ يناير الجاري، سلسلة من دروس حول تاريخ الفن في العالم العربي، بنسق حصّة كل شهر إلى غاية نيسان/ أبريل المقبل.

ستكون الحصة الأولى مخصّصة لموضوع "الفنون الشعبية في العالم العربي"، وهو خيار يشير إلى توجّهات مثل هذه البرامج؛ فالعودة إلى الفنون الشعبية قبل أي أنماط فنية أخرى تؤكّد على نظرة غربية لواقع الفنون في البلدان العربية، حيث يكون ما هو عفوي أكثر أهمية وإثارة للاهتمام من الفنون القائمة على منهجيات وضمن اختصاصات معروفة كاللوحة أو النحت.

لا يعود الأمر فقط إلى نزعة استشراقية، حيث أننا لو بحثنا عن مراجع في تاريخ الفن العربي لن نعثر على الكثير منها في المكتبة العربية، وفي المقابل فإن المؤلفات الغربية كانت منذ زمن بعيد مهتمة بشكل أساسي بالفولكلور باعتباره الشكل الفني الأهم في الشرق.

تتناول الحصة الأولى أيضاً قراءة في مفهوم "الفنون الشعبية" وإشكالية الحمولات السلبية التي يتضمّنها، كما تجري مناقشة الفروقات بين ما يُعتبر ضمن الفنون الشعبية وما يوسم بالفن الإسلامي، أو ما يرتبط ببلد بعينه ضمن أشكال فنية اصطبغت بمؤثرات سابقة للحضارة الإسلامية مثل الفنون في مصر والمغرب والعراق.

المساهمون