كانت "جدلية السيد والعبد" موضوعاً أساسياً في كتاب الفيلسوف الألماني هيغل "فينومينولوجيا الروح" الذي صدر عام 1807، وفيه يشرح مفهوم الجدلية في تطوّر الوعي الذاتي للإنسان بطريقة سردية، حيث يواجه وعيان ذاتيان بعضهما البعض وينظر إلى الآخر عبر ذاته.
غالبًا ما يُذكر هيغل - وليس بدون سبب وجيه - كواحد من الدعاة النموذجيين للمركزية الأوروبية والعنصرية في الفلسفة الغربية. وفي كتاب "العنف والعبودية والحرية بين هيغل وفانون" الذي شارك فيه مجموعة باحثين وصدر عن جامعتي نيويورك وويتز في جنوب أفريقيا، يناقش المؤلّفون من زوايا مختلفة كيف لعب فكر هيغل دورًا حاسمًا وتكوينيًا في عمل أحد المفكرين الأيقونيين في منعطف الاستعمار وهو فرانز فانون.
الكتاب بمثابة نظرة عميقة في تأثيرات الفكر الهيغلي على أعمال المنظّر الثوري حول ما بعد الاستعمار، وسيكون هذا غير قابل للتفسير لولا ديالكتيك "السيد والعبد"، حيث يتبنى فانون هذه الديالكتيك في سياقات العنف (ما بعد) العبودية والاستعمار. لكنه في أعمال مثل "بشرة سوداء أقنعة بيضاء"، و"معذبو الأرض"، يؤيّد رؤية الحرية المستوحاة من هيغل.
المقالات في هذه المجموعة قراءات قريبة لنص هيغل، وتسلّط الضوء على التاريخ المتشابك لترجمات وتحوّلات هيغل في أعمال فانون، وبشكل أعم في السياقات الاستعمارية وما بعد الاستعمارية.