19 ابريل 2021
"العمال الكردستاني" والقضية الكردية
عزّزت الثورة علاقات عرب سورية وكردها، فما أن بدأت، حتى شكل شباب الكرد تنسيقيات ثورية، وأعلنوا أنهم سيغلّبون المسألة السورية العامة على القضية الكردية الخاصة، وسيجعلون هدفهم المباشر إسقاط الأسد ونظامه. يومذاك، قال الثائرون العرب: بعد الانتصار، ستكون المسألة الكردية قضيتنا الخاصة، وسنكون كردا، وسينال إخوتنا الكرد حقوقهم الشخصية والقومية كاملة غير منقوصة.
كان هذا الموقف الكردي السوري أول ضحايا حزب العمال الكردستاني الذي حل التنسيقيات، واعتقل بعض قادتها، وسلم آخرين للسلطة، واغتال القائد الناشط، مشعل التمو، بسبب إصراره على إسقاط الأسد نقطة وحيده على جدول أعمال الكرد السوريين في الثورة. فعل الحزب ذلك انطلاقا من استراتيجيةٍ هدفها فصل الكرد عن الثورة وسورية في آن معا، وحل قضيتهم في إطار إقليمي، يربطها بالتجاذبات الأميركية/ الروسية، على الرغم من جهلهم بمآلاته، وانعدام نفوذهم عليه، وتضييع حق كرد سورية في حل وطني ديمقراطي، تبنته الثورة وأحزابهم، يقر بحرياتهم باعتبارهم مواطنين أفرادا، وبحقوق جماعتهم القومية التي سينالونها، بوصفهم طرفا رئيسا في الثورة الوطنية الديمقراطية، وبفضل دورهم في انتصارها.
أوقف حزب العمال الكردستاني بالقوة مشاركة كرد سورية في ثورة شعبهم، وتعاون عسكريا مع الأسدية ومخابراتها، وألحقهم بدولة أجنبية، أعلنت بكل صراحة أنها ترفض المشروع الإقليمي لهذا الحزب، لأنه ليس من مصلحتها تبنيه، والدخول في مشكلات مع دول الجوار. ولأن المشروع نفسه غير عملي أو قابل للتحقيق، فهو يطالب باندماج كرد تركيا في دولتها، بينما يعمل لفصل كرد سورية عن دولتها التي لعبوا دورا تاريخيا في تأسيسها! ثم إن الحزب يفرض خياره على الكرد السوريين بالقوة، فيهجّرهم من مناطقهم، ويجند أولادهم وبناتهم في حربٍ لا لزوم لها، ويُخضع كوادرهم وأحزابهم السورية للترهيب والاعتقال والاغتيال، ويحفر هوة عميقة بينهم وبين بقية شعبهم، من خلال هدم كثير من قراهم وتجريفها، وطرد آلافٍ منهم إلى خارج مناطقهم ووطنهم، فلا عجب أن رفضت الأحزاب الكردية مشروعه، وتمسكت بهويتها السورية، وبحل قضيتها في إطار الحل الوطني/ الديمقراطي الذي لا بد أن يشمل جميع قوميات السوريين وأقوامهم. كما رفضت الأحزاب أيضا تعاون الحزب مع النظام الأسدي، ودانت مسلسله الانتخابي في مناطق تبلغ قرابة 30% من إجمالي مساحة الوطن السوري، يدّعي أنها تمثل "كردستان سورية".
تستخدم واشنطن "قوات حماية الشعب" في حربها ضد الإرهاب، ليس لأنها تعطف على الكرد، أو تقبل مشروعهم الإقليمي، بل لأنها تريد احتلال منطقةٍ هي في سياساتها البديل الاستراتيجي للعراق، فأعلن جنرالاتها أنهم سيقيمون في هذه المنطقة وجودا عسكريا دائما، يجعل منها منطقة سورية محتلة، لن تكون نواة دولة كردية بقرار من حزب العمال الكردستاني، ترفضه واشنطن وينبذه كرد سورية الذين انتقدوا تلاعب قياداته بقضايا الشعب الكردي ووجوده، وسياساتها التي عادت عليه بالهزائم، ولن يكون لها أي عائد غير تضييع حق كرد سورية في عقد اجتماعي/ سياسي يحفظ دورهم ومكانتهم في وطنهم، ويبقي الباب مفتوحا أمام حوار وطني عاقل بشأن الفيدرالية، بوصفها نظاما يطبق باتفاق قواها السياسية وموافقة مواطنيها.
يتحدّث حزب العمال بالنيابة عن كرد سورية، على الرغم من أن أغلب مقاتليه وقادته ليسوا منهم، ولا يعرفون المنطقة التي احتلوها، أو سكانها الكرد والعرب. لذلك تجد بين أبرز قادتهم "بوهز وبوطان" التركيين، و"سركان وسوار" الإيرانيين.
لا تدمروا، أيها الإخوة من كرد تركيا وإيران، قضية كرد سورية وحقوقهم، باسم مشروع لا يشبههم أو يشبهونه. وأوقفوا حربهم ضد إخوتهم العرب وضدهم، والتي تخوضونها بحجة الدفاع عن حقوقهم، التي لا ينكرها السوريون ولا يرفضونها.
كان هذا الموقف الكردي السوري أول ضحايا حزب العمال الكردستاني الذي حل التنسيقيات، واعتقل بعض قادتها، وسلم آخرين للسلطة، واغتال القائد الناشط، مشعل التمو، بسبب إصراره على إسقاط الأسد نقطة وحيده على جدول أعمال الكرد السوريين في الثورة. فعل الحزب ذلك انطلاقا من استراتيجيةٍ هدفها فصل الكرد عن الثورة وسورية في آن معا، وحل قضيتهم في إطار إقليمي، يربطها بالتجاذبات الأميركية/ الروسية، على الرغم من جهلهم بمآلاته، وانعدام نفوذهم عليه، وتضييع حق كرد سورية في حل وطني ديمقراطي، تبنته الثورة وأحزابهم، يقر بحرياتهم باعتبارهم مواطنين أفرادا، وبحقوق جماعتهم القومية التي سينالونها، بوصفهم طرفا رئيسا في الثورة الوطنية الديمقراطية، وبفضل دورهم في انتصارها.
أوقف حزب العمال الكردستاني بالقوة مشاركة كرد سورية في ثورة شعبهم، وتعاون عسكريا مع الأسدية ومخابراتها، وألحقهم بدولة أجنبية، أعلنت بكل صراحة أنها ترفض المشروع الإقليمي لهذا الحزب، لأنه ليس من مصلحتها تبنيه، والدخول في مشكلات مع دول الجوار. ولأن المشروع نفسه غير عملي أو قابل للتحقيق، فهو يطالب باندماج كرد تركيا في دولتها، بينما يعمل لفصل كرد سورية عن دولتها التي لعبوا دورا تاريخيا في تأسيسها! ثم إن الحزب يفرض خياره على الكرد السوريين بالقوة، فيهجّرهم من مناطقهم، ويجند أولادهم وبناتهم في حربٍ لا لزوم لها، ويُخضع كوادرهم وأحزابهم السورية للترهيب والاعتقال والاغتيال، ويحفر هوة عميقة بينهم وبين بقية شعبهم، من خلال هدم كثير من قراهم وتجريفها، وطرد آلافٍ منهم إلى خارج مناطقهم ووطنهم، فلا عجب أن رفضت الأحزاب الكردية مشروعه، وتمسكت بهويتها السورية، وبحل قضيتها في إطار الحل الوطني/ الديمقراطي الذي لا بد أن يشمل جميع قوميات السوريين وأقوامهم. كما رفضت الأحزاب أيضا تعاون الحزب مع النظام الأسدي، ودانت مسلسله الانتخابي في مناطق تبلغ قرابة 30% من إجمالي مساحة الوطن السوري، يدّعي أنها تمثل "كردستان سورية".
تستخدم واشنطن "قوات حماية الشعب" في حربها ضد الإرهاب، ليس لأنها تعطف على الكرد، أو تقبل مشروعهم الإقليمي، بل لأنها تريد احتلال منطقةٍ هي في سياساتها البديل الاستراتيجي للعراق، فأعلن جنرالاتها أنهم سيقيمون في هذه المنطقة وجودا عسكريا دائما، يجعل منها منطقة سورية محتلة، لن تكون نواة دولة كردية بقرار من حزب العمال الكردستاني، ترفضه واشنطن وينبذه كرد سورية الذين انتقدوا تلاعب قياداته بقضايا الشعب الكردي ووجوده، وسياساتها التي عادت عليه بالهزائم، ولن يكون لها أي عائد غير تضييع حق كرد سورية في عقد اجتماعي/ سياسي يحفظ دورهم ومكانتهم في وطنهم، ويبقي الباب مفتوحا أمام حوار وطني عاقل بشأن الفيدرالية، بوصفها نظاما يطبق باتفاق قواها السياسية وموافقة مواطنيها.
يتحدّث حزب العمال بالنيابة عن كرد سورية، على الرغم من أن أغلب مقاتليه وقادته ليسوا منهم، ولا يعرفون المنطقة التي احتلوها، أو سكانها الكرد والعرب. لذلك تجد بين أبرز قادتهم "بوهز وبوطان" التركيين، و"سركان وسوار" الإيرانيين.
لا تدمروا، أيها الإخوة من كرد تركيا وإيران، قضية كرد سورية وحقوقهم، باسم مشروع لا يشبههم أو يشبهونه. وأوقفوا حربهم ضد إخوتهم العرب وضدهم، والتي تخوضونها بحجة الدفاع عن حقوقهم، التي لا ينكرها السوريون ولا يرفضونها.