قال مسؤولون عراقيون حكوميون وسكان محليون في مدينة سنجار غرب الموصل إن عناصر حزب العمال الكردستاني باشرت منذ أول من أمس الأحد بأخذ الإتاوات من أهالي المناطق المحيطة بمدينة سنجار، فضلا عن مركز المدينة.
وتفاوتت المبالغ المالية المفروضة على السكان، ووصلت أحيانا إلى 100 دولار، أما الإتاوات العينية فكانت من المواشي والخضر تفرض على الفلاحين في تلك المنطقة، بحجة الدفاع عنهم بوجه تنظيم "داعش".
يأتي ذلك بعد أسابيع من رفع أعضاء الحزب المدرج على لائحة الإرهاب العالمي صورا لعبد الله أوجلان زعيمهم المعتقل في تركيا حاليا، وإقامة حفلات بمناسبة مولده.
وقال نائب رئيس لجنة الأمن في برلمان إقليم كردستان العراقي، ناظم هركي، في مؤتمر صحافي نقلته وكالات محلية ناطقة بالكردية إن "مسلحي حزب العمال الكردستاني المتواجدين في منطقة سنجار، وتحديدا في بلدتي خانصور وسنون بمدينة سنجار وضواحيها، بدأوا فرض الضرائب والإتاوات على سكان المنطقة".
ولفت إلى أنهم "يفرضون ضرائب وإتاوات على تجار المواشي والأغنام من أهل المنطقة، ووسّعوا من نقاط التفتيش والسيطرة التي يقيمونها لهذا الغرض"، مضيفاً أن "الأهالي يستنجدون بقوات البشمركة ويشتكون مسلحي حزب العمال الكردستاني التركي، ويطالبونها بالتدخل وإنصافهم ومنع هذه الخروقات والتجاوزات من جانب المسلحين، ووضع حدّ لهم، وإن الإقليم سيردّ".
وأوضح مدير بلدة سنوني، نايف سيدو، أن "نحو 3 آلاف عائلة نزحت بسبب أعمال مسلحي الحزب تلك، واستمرار عمليات ترهيب الأهالي وأخذ الأموال منهم بالقوة والترهيب، سيدفع باقي سكان بلدات سنجار إلى المغادرة والنزوح باتجاه المخيمات في دهوك وأربيل".
وأشار إلى أنه "على الرغم من المناشدات المحلية والدولية لحزب العمال لمغادرة المنطقة إلا أنه يصر على البقاء في سنجار ويرفض الانسحاب منها".
وحذر النائب العراقي، أسامة النجيفي، في بيان من "وجود مؤشرات على مشاكل تتعلق بالوضع في سنجار ووجود حزب العمال الكردستاني، فالوضع في تلعفر وسهل نينوى، ومشاكل الأقليات كلها تستوجب الحلول على أساس فهم واحترام إرادة المواطنين في المحافظة، بدل محاولات إنكارها".
وقال أحد سكان ناحية سنوني، ويدعى صباح شنكالي، لـ"العربي الجديد"، إن "مسلحي حزب العمال خلقوا مشاكل كبيرة وتصرفاتهم تشبه إلى حد كبير تصرفات داعش معنا عندما كان يسيطر على المنطقة، الفارق أنهم لا يطلقون لحاهم".
وأضاف "بدأوا بخلق فتن كبيرة بين الأهالي وبث نزعات التفرقة الطبقية، فهذا كردي سوراني، وذلك كردي كربنجي، وذاك كوراني (أنساب وأصول قومية كردية)"، مبينا أن "الإتاوات ثقيلة على الناس المتعبين أصلا ويقولون إنها من أجل حمايتكم ومن لا يدفع سيرى الويل".
وأوضح مواطن آخر، يدعى شوان نعمة (45 عاما) أنه تمكن من إرسال ابنه إلى أربيل خوفا عليه من التجنيد الإجباري الذي يفرضه الحزب على الشبان من عمر 16 عاما وما فوق.
وقال: "من يرفض التجنيد يختطف ويرمى في معسكراتهم، ويترك هناك بمزاعم عدة منها أنهم يجبرونه على مشاهدة نعيم النضال حتى يقتنع ويشكرنا".