كشفت وثائق جديدة نشرها المكتب الإعلامي لعملية "البنيان المرصوص" التابع للمجلس الرئاسي بليبيا، اليوم الأربعاء، عن بعض أشكال الزواج المعتمد لدى فرع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في مدينة سرت الليبية، إذ إن مهر العروس صداق مؤجل بـ"حزام ناسف" أو "بندقية كلاشنكوف".
وبيّنت الوثائق، وهي عبارة عن عقود زواج مصدّقة من المحكمة الإسلامية لداعش بمدينة سرت، أن "أحد مقاتلي داعش وهو من تونس تزوج من مريم النيجيرية بصداق مؤجل قدره حزام ناسف"، بينما "تزوج أبوسعيد المالي من فاطمة النيجيرية بصداق مؤجل قدره بندقية كلاشنكوف".
ويوكل عن تزويج النساء لأزواجهم شخص يعرف بـ"موكل السلطان"، بحسب عقود الزواج الصادرة عن المحكمة والتي يحمل أغلبها تواريخ نهاية العام الماضي.
وبحسب وثائق أخرى اطلعت عليها "العربي الجديد"، فإن تنظيم "داعش" مارس مهنة شراء المختطفات اللواتي يوصفن بـ"السبايا" من دون أن تكشف المستندات عن جنسيتهن وتاريخ شرائهن. وأظهرت إحدى الوثائق التي نشرتها عملية البيان المرصوص، مطلع الشهر الحالي، وهي "وصل استلام" تحت عنوان ولاية طرابلس، منح "أبو سعيد السوداني" مبلغ 300 دينار ليبي لقاء منحه "ثلاث سبايا" للتنظيم.
كما أشارت وثائق أخرى إلى "عمليات تسهيل الزواج"، إذ أظهرت وثيقة أن مهر زواج "أبو أحمد السوداني" من "آية السودانية" هو فقط 15 دينارا ليبياً (حوالي 10 دولارات).
وقال أبو سالم، وهو أحد سكان سرت النازحين منذ أكثر من سنة إلى طرابلس، لـ"العربي الجديد"، إنّ مسلحي داعش طلبوا منه تزويج بناته لمن وصفوهم بـ"المجاهدين" فاضطر للهرب إلى طرابلس.
وأضاف أبو سالم أنه "منذ أن سيطر التنظيم على سرت بشكل كلّي، وانشغلت السلطات بالصراع عنا، زار مسلحو داعش، والذين كانو يحملون شارات الحسبة والمحكمة الشرعية، عدداً من الأسر وطلبوا منا كتيّب العائلة. وإذا وجدوا في الكتيب أسماء فتيات طلبوا من ربّ الأسرة أن يزوّج بعضهن لإخوانه المجاهدين، فكان الأمر سبباً رئيسيا لهرب كثير من الأسر من المدينة".
وأشار إلى أنّ "هناك عناصر من داعش ينتمون للمدينة أقدموا على تزويج بناتهم القصّر وأخواتهم لعناصر التنظيم عُنوة على الرغم من معارضة أسرهم، هذا ثابت ومعروف، لكن مجتمعنا المحافظ يحتم علينا الستر على الناس"، على حد تعبيره.
وأضاف "نعتقد أن إتاحة فرصة الزواج بهذه السهولة كانت إحدى وسائل جذب التنظيم للشباب، في ظل ما يروج عن منح سبايا من جنسيات عربية وأجنبية للوافدين الجدد مع إمكانية الزواج بأكثر من زوجة بمهور رمزية جدا".
وبمرارة أكمل أبو سالم: "أعرف ربّ أسرة يتساءل الآن عن مصير ابنته وأطفالها إن كانت قد أنجبت، فقد زوّجها شقيقها الداعشي عنوة منذ يونيو/ حزيران 2015".
وقال "تبدو هذه الأضرار محدودة، فلم يحدث أن أخذت فتاة ليبية سبية أو اغتصبت، لكنهم كانوا يمارسون علينا الترهيب من خلال أبنائنا المنتمين لتنظيمهم، والذين أصبحوا يفكرون بعقليتهم، وعمد أحدهم إلى جلب رجل وشهود لبيت أسرته من أجل قراءة عقد شرعي يزوج بموجبه إحدى أخواته لعنصر بالتنظيم".
وأوضح "لحسن الحظ تمكّنت الأسرة من الهرب، فالزوج الداعشي لم يصل بعد إلى سرت، ولذا لم يأخذ الفتاة من أسرتها عُنوة، هربت الأسرة تحت جنح الظلام بعدها بيومين، وهي إلى الآن تقيم في مصراته".
وحول وجود نساء من داعش يشاركن بالقتال في سرت، قال أبو سالم: "أرجح ذلك، فهناك الكثير من الأفريقيات سعين لإقامة دروس دعوية للنساء في سرت، كما انضمت زوجات مقاتلي داعش الليبيات، وربما بناتهن للتنظيم".