"العربي الجديد" يكشف حقيقة اللواء المسؤول عن ملف الإعلام باستخبارات السيسي

06 يناير 2018
الخولي يصدر توجيهات أيضا لبرلمانيين مصريين (Getty)
+ الخط -
اعترف مصدر نيابي بارز في مصر بتلقي أغلب أعضاء البرلمان اتصالات هاتفية، من حين لآخر، من قبل قيادات في جهازي الاستخبارات العامة والاستخبارات الحربية، بشأن مراجعة مواقفهم تجاه التشريعات المعروضة أمامهم، كاشفاً أن النواب العاملين في الحقل الإعلامي، هم الأكثر عرضة لتلك الاتصالات نظرا تأثير برامجهم على الرأي العام.

وقال المصدر، في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، إن اللواء أشرف فتحي عبد الغني الخولي، هو أحد أبرز المسؤولين عن إدارة ملف الإعلام بجهاز الاستخبارات العامة، ويتواصل بصفة شخصية مع أعضاء البرلمان الذين يقدمون برامج حوارية منذ انعقاد مجلس النواب قبل عامين، بعدما جرى تصعيده من رتبة عميد إلى رتبة لواء في أغسطس/ آب 2014.

وعقب اندلاع ثورة 25 يناير/ كانون الأول 2011، سربت تقارير إعلامية مجموعة من أسماء ضباط جهاز أمن الدولة (الأمن الوطني حالياً)، الذين ساهموا بدور فاعل في تفتيت الأحزاب، والنقابات، والحركات الاحتجاجية، خلال عهد الرئيس المخلوع،‮ حسني مبارك، وكان الخولي في مقدمة تلك الأسماء، بوصفه مسؤولاً عن قسم أمن السجون، التابع للإدارة العامة للنشاط المتطرف.

وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، السبت، عن تسجيلات أجراها الخولي مع بعض الإعلاميين، الموالين لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، من بينهم عضو البرلمان، سعيد حساسين، الذي يعمل مذيعاً بقناة "العاصمة" الفضائية، والتي يترأس مجلس إدارتها، المتحدث العسكري السابق، العميد محمد سمير، بعد شرائها بواسطة شركة "هوم ميديا"، المملوكة للاستخبارات.

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى إعطاء الخولي توجيهات متطابقة لإعلاميين كالصحافي مفيد فوزي، والمذيع عزمي مجاهد، والممثلة يسرا، لإقناع المصريين بالقبول برام الله عاصمة لفلسطين، عوضاً عن القدس، بعد الحديث عن استنكار مصر علناً القرار الأميركي اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، على غرار موقف جميع الدول العربية.



غير أن الخولي طرح تساؤلاً، في مكالماته مع الإعلاميين، مفاده: "ما الفرق بين رام الله والقدس؟"، ثم أضاف: "المهم بالنسبة لمصر هو إنهاء معاناة الفلسطينيين عبر حل سياسي، يتمثل برام الله بدل القدس عاصمة لفلسطين"، وذلك خلال حديثه بنبرة هادئة مع بعض مقدمي البرامج الحوارية ذات المشاهدة العالية في مصر، بحسب الصحيفة.

وذهب ضابط الاستخبارات إلى أن الصراع مع إسرائيل لا يصب في مصلحة مصر الوطنية، إذ قال للإعلاميين وفق التسريبات: "بدلاً من إدانة القرار الأميركي، يتعين إقناع المشاهدين بقبوله"، في حين أفادت الصحيفة بتأكيد الإعلامي مجاهد لصحة التسجيل الذي حصلت عليه، وجميع النقاط التي تحدث فيها الخولي مع الإعلاميين.

وبشأن تسريب الإعلامي حساسين، نقلت الصحيفة عن الخولي، قوله: "أريد أن أقول لك ما هو موقف جهاز الأمن القومي في مصر، وما يمكن أن تستفيد منه في هذه المسألة.. نحن مثل كل أشقائنا العرب يجب أن نندد بهذا القرار.. بعد ذلك، سيصبح هذا أمراً واقعاً، ولا يمكن للفلسطينيين أن يقاوموا.. ونحن لا نريد أن نذهب إلى الحرب، فلدينا ما يكفينا من مشاكل كما تعلم".

وأجاب حساسين قائلاً: "أنا تحت أمرك يا سيدي"، ليتابع الخولي: "النقطة الخطرة بالنسبة لنا هي قضية الانتفاضة.. الانتفاضة الفلسطينية لن تخدم مصالح الأمن القومي المصري، لأنها ستعيد إحياء الإسلاميين، وحركة "حماس"، التي ستولد من جديد مرة أخرى.. القدس لن تختلف كثيرا عن رام الله مستقبلاً.. وما يهم هو إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني".

وتعهد جميع الإعلاميين بنقل رسائل الخولي للرأي العام، وترديد جميع ما طلب منهم من قبل ضابط الاستخبارات، والذي تضمن ترويج أن هذا الأمر يجب أن يتم "لإنهاء الحرب، وحتى لا يموت أحد آخر".

وقالت الصحيفة، في تقريرها، إن الإعلامي مجاهد التزم في برنامجه المذاع على الهواء مباشرة بفضائية "العاصمة"، بكل ما طلب منه من ضابط الاستخبارات، حيث أوردت الصحيفة الأميركية قوله للخولي في التسجيلات: "هذا من دواعي سروري".