استُهلّ اليوم الختامي بالجلسة العاشرة، التي ناقشت محور "العربية وإنتاج المعرفة التخصصية"، وقّدم فيها أستاذ اللغة العربية بـ"جامعة محمد الأمين" خليل بن دعموش، ورقة بعنوان "اللغة الأدبية وصناعة العقل المفكّر"، تناول فيها التفسير اللغوي والفلسفي للأسلوب، متطرّقاً إلى ما تحمله اللغة الأدبية من فكر، باعتبارها صورة عاكسة لبنية ثقافة المجتمع، كما أنها وسيلة لخلق التواصل والتفاهم بين البشر.
وفي ذات المحور، تطرّق الباحث المتخصّص في الجيولوجيا والجيومورفولوجيا، أحمد عمر لعبيدي، إلى موضوع "اللغة العربية وإنتاج المعرفة الجغرافية"، وسعى إلى تقديم مشروع تأليف معجم للمصطلحات الجغرافية، يساهم في تيسير ترجمة المعرفة الجغرافية وإنتاجها باللغة العربية.
كما احتوت الجلسة العاشرة على ورقة بعنوان "وظيفة لغة الكتابة الأكاديمية من خلال ملخصات الأوراق البحثية ما بين التخصّصات في العلوم الإنسانية" قدّمتها الباحثة زينة سعيفان، وناقشت نماذج من الأوراق البحثية المقدمة في حقل عملي معيّن، وذلك من خلال معاينة الملخصات البحثية المكتوبة باللغة العربية. واختتمت الجلسة أعمالها مع الأستاذ بـ"كلية الآداب والعلوم الإنسانية في ظهر المهراز" بفاس، محمد الهاشمي، الذي طرح موضوع "العربية الوظيفية في المجال التعليمي".
وتمحورت الجلسة الموالية، حول "آليات إنتاج المعرفة بالعربية لغير أبنائها"، وقدّم فيها الأستاذ بجامعة ماربورغ الألمانية كريستيان يونغا، ورقة بعنوان "الدراسات العربية في غياب العربية، اللغة العربية الأكاديمية في ألمانيا: مقاربة ما بعد استعمارية". وناقش يونغا في ورقته حالة اللغة العربية لغةً علمية لإنتاج المعرفة الأكاديمية، من خلال رصد وتتبّع استخدام اللغة العربية من غير الناطقين بها في أقسام "الدراسات الشرق أوسطية" في الجامعات الألمانية والأوروبية. وتوصّل يونغا إلى أن الممارسات اللغوية المعاصرة للتدريس والبحث في الجامعات الألمانية والأوروبية، تعدّ إشكالية كبيرة من منظور ما بعد الاستعمار.
ومن جهته، قدّم منسّق برنامج الدراسات العربية في "معهد ميدلبري للدراسات الدولية"، محمود عبد الله، بحثاً حول "العربية وإنتاج المعرفة: منظور تعليمي"، رصد فيه التحديات التي تواجهها المعاهد في الولايات المتحدة، في بناء برامج عربية قوية من أجل تمكين المتعلمين من الوصول إلى مستويات الكفاءة العالية والمتميزة.
واختتم الجلسة أستاذ اللغة العربية في "جامعة بكين"، جواد تشاوتشيون ليان، بورقة تناولت "تعليم العربية في الصين"، شرح فيها أوضاع اللغة العربية في الصين، موضحاً أن تدريس الضاد في الصين أصبح مجالاً يسوده التضارب بين تيارات الحداثة والقومية والاستشراق.
واختتمت فعاليات اليوم الأخير بالجلسة الثانية عشرة، التي فتحت النقاش حول محور "سياسات التخطيط اللغوي وتنفيذها"، وشارك فيها الأستاذ في "مركز اللغة العربية للناطقين بغيرها" في جامعة قطر، منتصر فايز حمد، بورقة حول "القيمة الاقتصادية للّغة العربية كرأس مال بشري"، وفيها حاول حمد تعريف المشاركين بعلم اقتصاد اللغة، والطرق التي يُمكن من خلالها حساب القيمة الاقتصادية للّغة العربية. وشرح كيفية رفع القيمة الاقتصادية للعربية وتعزيزها في سبيل بناء "رأس مال بشري"، يُسهم في تطوير اقتصاد معرفي في قطر.
كما أوضح المُحاضر أن قطر بالاتجاه نحو تطوير اقتصاد يُدعى "الاقتصاد القائم على المعرفة" الذي يُفترض من خلاله أن تتعاظم قيمة المعلومات وأهميتها، كما يزداد فيه دور الأصول المعرفية أو غير المادّية.
وجاءت ورقة "الاستثمار في اللغة العربية"، التي قدّمها أستاذ علوم اللغة بـ"المعهد العالي للعلوم الإنسانية" بتونس، حسين السوداني، لتسدل الستار على جلسات اليوم الثالث والأخير، وهي ورقة ناقشت فكرة الاستثمار في اللغة باعتباره يمثل خياراً اقتصادياً مهماً.