"الصخري" يخفض توقعات انتعاش أسعار النفط

22 نوفمبر 2018
محطة وقود في أميركا (Getty)
+ الخط -


هل هنالك أمل في عودة أسعار النفط للانتعاش بعدما خسرت حوالى 25% من أعلى سعر بلغته في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي متجاوزة 85 دولاراً للبرميل؟

بعض المصارف العالمية تعتقد ذلك، لكن معظم خبراء الطاقة يعتقدون أن هنالك صعوبة في ارتفاع الأسعار وسط العوامل السالبة العديدة التي تدفع الأسعار نحو الانخفاض، والتي أكبرها النمو الكبير المتوقع في إنتاج النفط الصخري الأميركي.

واستفادت شركات النفط الصخري خلال دورة انهيار أسعار النفط في تقليل كلفة الإنتاج عبر التقنيات الحديثة، حيث أصبحت بعض الآبار في مناطق تكساس تنتج البرميل بأقل من 40 دولاراً.

من بين هذه المصارف التي ترى أن سعر النفط سيرتفع مصرف جيفرز الاستثماري الذي يتاجر في النفط، حيث يقول المصرف في بحث نشره موقع " سي إن بي سي"، اليوم الأربعاء، إن احتمال انتعاش الأسعار وارد في حال كرر التاريخ نفسه، "حيث سبق أن عادت أسعار النفط للتحسن بعد دورة انخفاض حادة".

كما توقعت مجموعة "سيتي غروب" المصرفية الأميركية في بداية الشهر الجاري كذلك ارتفاع أسعار النفط. ولكن مصرف جيفرز لا يعطي أسباباً مقنعة لارتفاع أسعار النفط، سوى توقعاته بخفض إنتاج المنظمة والمنتجين خارجها.




لكن هذا الأمل يصطدم بممانعة الشركات الروسية خفض الإنتاج. ومعروف أن هذه الشركات ترتبط بالسوق الصيني ووقعت عقوداً سابقة ضمن سباق الفوز بالحصص السوقية مع شركة أرامكو السعودية.

وفي مقابل هذه العوامل، تواجه السوق النفطية تضخم إنتاج النفط الصخري في أميركا. وفي هذا الصدد، توقعت وكالة الطاقة الدولية في الأسبوع الماضي، حدوث نمو كبير في إنتاج النفط الصخري الأميركي.

وكانت ثورة النفط الصخري قد أغرقت الأسواق قبل 4 سنوات، وأخذت أسعار النفط إلى دورة انهيار، بلغ سعر البرميل في بعض مراحلها أقل من 30 دولاراً.

وحسب قراءة وكالة الطاقة الدولية لأسواق الطاقة حتى عام 2040، فإن النفط الصخري سيعود إلى إغراق السوق مرة أخرى خلال العقد المقبل.

وترى الوكالة أن إنتاج الخامات الصخرية في أميركا سيتضاعف من مستوياته الحالية إلى 9.2 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2025. وستمثل زيادة إنتاج النفط الأميركي "التقليدي والصخري"، نسبة 75% من إجمالي زيادة الإنتاج العالمي، حسب تقديرات الوكالة.

من جانبها، قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية إنها تتوقع نمو إنتاج النفط بأكثر من 1.3 مليون برميل يومياً خلال العام المقبل.

وحسب وكالة رويترز، ارتفع النفط بنحو دولار للبرميل، اليوم الأربعاء، ليعوض بعضاً من الخسائر التي سجلها في الجلسة السابقة والبالغة 6.0%، مدعوماً بتقرير عن انخفاض غير متوقع في مخزونات النفط الخام التجارية في الولايات المتحدة وواردات قياسية للهند من الخام.
لكن المستثمرين ما زالوا قلقين، مع تحذير وكالة الطاقة الدولية من ضبابية غير مسبوقة في أسواق النفط بسبب البيئة الاقتصادية الصعبة والمخاطر السياسية.

وحسب رويترز، في الجلسة الصباحية في لندن، بلغت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 63.60 دولاراً للبرميل، مرتفعة 1.07 دولار أو 1.7% مقارنة مع الإغلاق السابق. كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.03 دولار أو 1.9% إلى 54.46 دولاراً للبرميل.

ويأتي الارتفاع، اليوم الأربعاء، بعد تقرير صادر عن معهد البترول الأميركي، مساء أمس الثلاثاء، ذكر أن مخزونات النفط الخام التجارية في الولايات المتحدة انخفضت الأسبوع الماضي على غير المتوقع بمقدار 1.5 مليون برميل إلى 439.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني.

ويقول متعاملون إن واردات الهند القياسية من النفط الخام البالغة نحو خمسة ملايين برميل يومياً قدمت الدعم للأسعار أيضاً.

لكن ارتفاع الخام، اليوم، لم يعوض الضعف العام الذي اعترى السوق، حيث انخفض الخام بما يزيد على ستة بالمئة في الجلسة السابقة في ظل عمليات بيع بأسواق الأسهم العالمية.

وكان مديروكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، قد قال أمس الثلاثاء: "إن الاقتصاد العالمي لا يزال يمر بفترة صعبة جداً وهو هش للغاية".
المساهمون