"الصحة العالمية": 5 ملايين عراقي يفتقرون إلى الخدمات الصحية

16 مارس 2015
نقص التمويل يضعف أداء القطاع الصحي (GETTY)
+ الخط -



ذكرت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من خمسة ملايين شخص في العراق، يفتقرون إلى الخدمات الصحية في الوقت الراهن، بسبب الصراع الدائر هناك، محذرة من مغبَّة تراجع الاستجابة الصحية بسبب قلة التمويل.

وأوضحت المنظمة، في بيان اليوم الإثنين، أن 80 في المائة من المرافق الصحية في العراق تعمل بشكل جزئي، كما رحل عن البلاد ما يزيد على 45 في المائة من المهنيين الصحيين الذين فرُّوا وأسرهم من العنف، ما أوجد فجوة في تقديم الرعاية الصحية الأولية، في المناطق التي لا تزال تشهد عنفاً.

وأضافت أن ما يقرُب من 5.2 ملايين شخص في العراق يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية، إذ يمثل النازحون الداخليون أكثر من 2.5 مليون منهم، وفي المحافظات الثلاث التي تُشكِّل إقليم شمال العراق (دهوك وأربيل والسليمانية)، أربك التدفق السريع والجماعي للنازحين الداخليين النظام الصحي، وأدى إلى حدوث نقص حاد في الإمدادات الطبية البالغة الأهمية، وأثقل المرافق الصحية فوق طاقتها.

وبحسب البيان، يواصل الطبيب علاء الدين العلوان، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، زياراته إلى العراق حالياً لمعرفة الحاجات الصحية التي يفتقدها السكان المتضرِّرين بالصراع الدائر هناك، بسبب قلة التمويل، إذ يحتاج القطاع الصحي العراقي إلى 314.2 مليون دولار، لم يتوافر منها سوى 95.5 مليون دولار (بما يعادل 30.4 في المائة)، لتصل الفجوة التمويلية الحرجة إلى 218.7 مليون دولار.

وقال العلوان: "الوضع يبعث على القلق، فهناك أكثر من خمسة ملايين شخص في العراق يحتاجون إلى الخدمات الصحية في الوقت الراهن، وبينما تَبذُل منظمة الصحة العالمية وشركاؤها في مجال الصحة قصارى جهدهم لإنقاذ حياة الناس، ويقف نقص التمويل حجر عثرة أمام ما نبذله من جهود، وكلما انتظرنا أكثر، تفاقَم الوضع وازداد تعقيداً لأولئك الذين يحتاجون إلى الخدمات الصحية العاجلة والـمُنقِذَة للحياة، وإننا نحثُّ المانحين الدوليين على اتخاذ إجراءات فورية حتى يتسنَّى لنا مواصلة عملنا".

وأضاف "لم يعد في مقدور السكان النازحين في العراق الذين يحتاجون إلى الخدمات الصحية الحرجة الانتظار أكثر من ذلك، فالأطفال يحتاجون إلى التطعيم ضد الأمراض التي تُهدد حياتهم، والحوامل والأمهات يحتجن إلى الحصول على خدمات الرعاية الخاصة بالأمهات والأطفال، والأشخاص المصابون بالأمراض المزمنة مثل السرطان أو السكّري، بدورهم، في حاجة إلى تلقِّي المعالجة والأدوية بانتظام".

ومنذ تصاعد الأزمة في يونيو/حزيران 2014، قدَّمَت المنظمة الأدوية الضرورية والإمدادات الطبية الأساسية إلى 1.2 مليون مستفيد في جميع أنحاء العراق، وتمكّنَت المنظمة، بالتعاون مع الشركاء الوطنيين والوكالات الشريكة التابعة للأمم المتحدة، من تطعيم أكثر من 5.6 ملايين طفل ضد شلل الأطفال، و3.9 ملايين طفل ضد الحصبة عبر حملات للتمنيع على المستويين الوطني ودون الوطني، بحسب بيان المنظمة.


وأشار العلوان إلى أنه على الرغم من الإنجازات التي تحققت في مجال الصحة في العراق، لا يزال هناك الكثير للقيام به، وإذا لم يتخذ المجتمع الدولي إجراءات عاجلة لدعم عمل المنظمة وشركائها في مجال الصحة، فإن خمسة ملايين شخص من الرجال والنساء والأطفال، ممن يحتاجون إلى الخدمات الصحية، لن يتمكّنوا من الحصول على العلاج الذي تشتَدُّ حاجتهم إليه".

اقرأ أيضاً: من داعش إلى المليشيات.. "السعدية" مدينة عراقية منكوبة 
          العراق يطلب المساعدة في حماية آثاره