ينطلق عند الخامسة من مساء اليوم "الصالون السنوي لاتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين"، الذي يأتي ضمن تظاهرة "الشهر الوطني للفنون التشكيليّة"، الذي انطلق مساء أمس الجمعة في "قصر خير الدين" في المدينة العتيقة من تونس العاصمة، حيث يتواصل حتى الرابع من نيسان/ أبريل المقبل.
الصالون يتضمّن 450 لوحة لـقرابة 300 فنان تشكيلي تونسي من أجيال ومدارس مختلفة، ويتوزّع عرض هذا العدد الضخم من الأعمال الفنية على عدة فضاءات إلى جانب "قصر خير الدين" الذي يضم 150 لوحة، و"رواق يحيى" وفيه 44 لوحة، و"دار الفنون"، حيث تعرض 100 لوحة.
هذه هي المرحلة الأولى من الصالون، حيث تنعقد المرحلة الثانية في 23 من الشهر الجاري، وتعرض فيه 140 لوحة بمشاركة 200 فنان.
رئيس "اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين" وسام غرس الله، اعتبر في بيان التظاهرة "أن الاتحاد قد حرص على تشريك جميع منظوريه، مع الانفتاح على جميع التجارب والاختصاصات التشكيلية من خزف ونسيج ونحت وحفر ورسم وتصوير فوتوغرافي".
الفنان التشكيلي سامي الساحلي، والمسؤول السابق في الهيئة المديرة لاتحاد الفنانين، يقول في حديث إلى "العربي الجديد" إن "الشهر الوطني للفنون التشكيلية هو تظاهرة سنوية تجمع طيفاً كبيراً ومتنوعاً من الفنانين في تونس، وتتيح الفرصة أمام مدارس وأساليب فنية متعددة وأجيال من الرسامين".
وحول حضور الجيل الشاب في الحركة التشكيلية التونسية في التظاهرة، يؤكد الساحلي "ليس هناك أي صعوبة بالنسبة إلى مشاركة الجيل الجديد من الرسامين الشبان. بل إن التظاهرة تمنح الجوائز للمتميزين منهم".
إلى جانب الاحتفاء بالتجارب الشابة والجديدة، يفرد "اتحاد التشكيليين التونسيين" الذي تأسس عام 1968، مساحة لتقديم لوحات لمجموعة من الرواد المؤسسين للاتحاد، وكذلك الفنانين الأكبر سناً وتجربة، من هؤلاء تحضر أعمال عادل مقديش (1949) والهادي التركي (1922) ونجا المهداوي (1937) ورشيد الفخفاخ (1947).
إلى جانب المعارض المختلفة طيلة الشهر، تقام يومي 17 و18 من الشهر الجاري ندوة "الافتراضي: إثراء للفن أم خطر محتمل" التي يشارك فيها 16 باحثاً وأكاديمياً متخصصاً في الفن المعاصر، من مؤسسات وجامعات تونسية مختلفة.
كما ينظم الاتحاد نهاية الشهر الجاري، محاضرة لمناقشة مشروع القانون المطروح حول الفنان والمهن الفنية في نسخته المعدّلة، والذي جرى الاحتجاج على الفقرات "الزجرية" فيه سابقاً، حيث يتناول المشاركون حقوق الملكية الفنية، وتنظيم القطاع التشكيلي وحفظ كرامة الفنان المهنية والاجتماعية، ومقاييس إسناد الدعم والتشجيع للفنان، وشروط الحصول على البطاقة المهنية وغيرها.