"الشهرة" تدفع شباب غزة لدراسة الصحافة

15 أكتوبر 2014
يريد الشباب نقل معاناة غزة(عبد الحكيم أبو رياش\العربي الجديد)
+ الخط -
يطمح الشباب الفلسطينيون في قطاع غزة، ممن يلتحقون كل عام بأعداد متزايدة بالتخصصات المرتبطة بحقل الإعلام، إلى دخول معترك الصحافة الذي يلبي رغبتهم بالشهرة والمغامرة، وخصوصاً حين يعملون في الأراضي الفلسطينية، إحدى أكثر المناطق سخونة حول العالم. 

ويبني الطالب الغزي طموحه في الالتحاق بمهنة البحث عن المتاعب على موهبة الكتابة الصحافية والارتجال في الحديث أمام جمهور. يقول محمود الوحيدي (18 عاماً) "حلمت بأن أصبح صحافياً منذ كنت طالباً بالمرحلة الإعدادية، فعالم الصحافة مثير ويبعد الإنسان عن الروتين الموجود في المهن الأخرى. أطمح بأن أكون شخصاً مشهوراً وأن أعمل في ميدان الأحداث مثل مراسلي القنوات التلفزيونية، ودراسة الإعلام يحقق لي هذا الطموح".

ومنذ التحاقه بالجامعة، بدأ الوحيدي بالبحث عن وسيلة إعلام مرئية أو مطبوعة يحصل فيها على تدريب عملي، قد يساعده في الولوج إلى عالم الصحافة بسهولة فور تخرجه من الجامعة بعد أربعة أعوام.

ولا تختلف دوافع سعد الدين طافش (19 عاما) للالتحاق بقسم الإعلام التلفزيوني بجامعة الأقصى في غزة، عن سابقه. يقول طافش، الذي يدرس بالمستوى الثاني في قسم الإعلام التلفزيوني، وبدأ مؤخراً بالعمل متطوعاً في فضائية محلية فلسطينية: "أحب أن أعيش في أجواء الإثارة والمغامرة من خلال نقل الأحداث الساخنة عبر وسائل الإعلام، كما أن شعبي الفلسطيني لديه الكثير من القضايا والمشاكل التي يعاني منها، لذلك رغبت بالعمل الصحافي لأنقل هذه المعاناة إلى العالم".

أما الطالبة سامية الأسطل (21 عاماً)، والتي تدرس المستوى الثالث في قسم الصحافة بالجامعة الإسلامية، فقد قررت ولوج عالم الصحافة لتفاؤلها بالحصول على فرصة عمل سريعة. وتقول "فرص العمل في المجالات الأخرى كالتدريس أو المحاسبة أو الإدارة، محدودة جداً، أما الصحافة، فمجالاتها واسع، لذلك اخترت هذا التخصص".

وفي السياق، يؤكد أستاذ الإعلام في جامعة الأمة في غزة، مأمون أبو عامر، أن "التخصصات المرتبطة بحقل الإعلام تشهد إقبالاً متزايداً كل عام من الشباب الذين تجمعهم دوافع مثل المغامرة والشهرة، لكن القضية الفلسطينية لها دور كبير في جعل الشباب يلتحقون بأقسام الصحافة والإعلام، لإبراز معاناة الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال الإسرائيلي والحصار".

ويشير أبو عامر إلى أن تزايد الإقبال على دراسة الإعلام بالجامعات الفلسطينية يرجع للرغبة في الظهور الإعلامي، وارتفاع مستوى دخل الصحافيين، وقدرة من يمتلك المهارة الكافية في الحصول على فرصة عمل بسهولة، خاصة في ظل الأوضاع الساخنة في غزة التي تتطلب أعداداً كبيرة من الصحافيين. كما أن انخفاض معدلات القبول في تخصصات الإعلام في معظم الجامعات الفلسطينية، يدفع الطلبة إلى الالتحاق بها.

ويؤكد أستاذ الإعلام أن الجامعات الفلسطينية في غزة توفر كوادر أكاديمية جيدة لتدريس الصحافة والإعلام بجميع تخصصاته، يمكنها من تخريج صحافيين على مستوى عال من المهنية، والوسط الإعلامي الفلسطيني يشهد على ذلك. ووفق أبو عامر فإن عدد الملتحقين في أقسام الصحافة والإعلام في الجامعات والكليات الفلسطينية في غزة، يبلغ نحو 4000 طالب.
المساهمون