قد يبدو ذلك غريباً في بلد لم يعرف عنه أكل الحشرات، لكن هذا النوع من الحشرات يُعتبر الأكلة المفضلة لديهم، فما إن يبدأ موسم هطول الأمطار الغزيرة باليمن، مع بداية فصل الربيع، حتى يسارع الناس إلى اصطياد وتجميع هذه الحشرة التي تُسمى شعبياً (الشضويه).
وتقول الفتاة العشرينية غادة محمد لـ"العربي الجديد": "إنها تستمتع كثيراً باصطياد الشضويه، وتخرج مع صديقاتها والأطفال الصغار في إحدى المناطق الريفية، للبحث عنها وملاحقتها، ومن ثمّ قليها وأكلها"، مع التأكيد على مذاقها الرائع وفوائدها.
في الحقيقة، ليست هذه الحشرة سوى واحدة من فصائل النمل الأبيض، تخرج من باطن الأرض بعد هطول الأمطار مباشرة، فيقوم اليمنيون وخصوصاً الأطفال بملاحقتها وتجميعها في أوان مختلفة، ثم يقومون بقليها بعد إضافة الملح إليها.
ويحتوي هذا النوع من النمل، على نسبة عالية من البروتين والمواد الأخرى المفيدة لجسم الإنسان، وهذا ما يستهوي كثيراً من الزواحف والثدييات والطيور، لأكلها. ويختلف النمل الأبيض عن بقية الأنواع، في أن بطنه متصل بصدره، إضافة إلى بعض الفوارق الأخرى البسيطة.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحشرة تؤكل في عدد من دول العالم، إضافة إلى اليمن، وتعتبرها بعض القبائل الأفريقية، من الممتلكات الأساسية.
ووفقاً لمعلومات علمية فإن الملكة في مملكتها تبيض ويفقس البيض وينتج ثلاثة أنواع، الأول عبارة عن شغالات وهي عقيمة، وتقوم بأعمال الرعاية للبيض والنظافة وتغذية الصغار. أما النوع الثاني فهو عبارة عن تشكيلات الجنود أو المقاتلين، ومهمتهم حماية المستعمرة وأفرادها، وكذلك النوع الثالث، الحوريات، التي تنبت لها أجنحة وتطير، وهي ما تُسمى (الشضويه).