ولم يكن الحراك المنتظر لـ"السترات الصفراء" خلال العيد الوطني سرّاً، بعدما أعلنت صفحات تمثل مجموعات مختلفة منها عبر موقع "فيسبوك"، رغبة الآلاف في حضور الاستعراض العسكري، والتأكيد على شعارات الحراك ومطالبه.
ومما أكّد هذا الإصرار على الوجود في المنطقة، التي تحظُرُ فيها محافَظة الأمن التظاهر، منذ أسابيع عديدة، وتحديداً منذ أعمال العنف والشغب التي شهدتها، حضور ثلاثة من قيادات "السترات الصفراء" الأكثر شعبية وراديكالية، وهي مكسيم نيكول وإيريك دْوُوي وجيروم رودريغيز، الذي فقد عينه اليمني بصفة نهائية، بواسطة مقذوف أطلقته الشرطة قرب ساحة الباستيل.
ورغم التفتيش البوليسي غير المسبوق، نجح عشرات من نشطاء "السترات الصفراء"، الذين تخلوا عن اللباس الأصفر التقليدي، الوجود مع الجمهور في جادّة الشانزليزيه، فيما أحضر البعض منهم بالونات صفراء، للتأكيد على انتمائه للحراك.
وأطلق هؤلاء النشطاء، وكانوا بضع مئات على جوانب جادة الشانزليزيه، وتحديداً في شارع كوليزي وجادة روزفلت، شعارات وصيحات استهجان واستنكار وتصفير في وجه ماكرون، تطالبه، كما السابق، بالاستقالة ("ماكرون، استقل")، وهو ما دفع القوى الأمنية للتدخل من أجل إبعاد هؤلاء المتظاهرين الغاضبين، من بين الحشود، التي أتت للتمتع بالاستعراض العسكري.
واضطرت القوى الأمنية لمحاصرة وإبعاد إيريك درووي، وهو أحد وجوه "السترات الصفراء" التي تحظى بالشعبية لدى المتظاهرين، وهو ما تسبب في صدامات مع متظاهرين غاضبين، رددوا شعارات منددة بالشرطة، التي استخدمت الغازات المسيلة للدموع.
وأسفرت المواجهات إلى حد الآن، عن إيقاف أكثر من 150 متظاهراً، وكان من بين المحتَجَزين جيروم رودريغيز ومكسيم نيكول، بتهم "تنظيم تظاهرة محظورة" و"تخريب ممتلكات عامة" و"ممارسة عنف ضد أشخاص مسؤولين عن النظام العام" و"حمل أسلحة محظورة"، وهو احتجازٌ اعتبره أري أليمي، محامي جيروم رودريغيز، بمثابة "احتجاز لمعارضين سياسيين، بسبب قيمتهم كمعارضين سياسيين"، فيما لم يتعرض إيريك درووي، الذي يتابع في قضايا قضائية سابقة متعلقة بحراك "السترات الصفراء" للاحتجاز، كما حال رفيقيه.