"الرياض" يدعو لرفض التفاوض مع الحوثيين بعد مجزرة تعز

21 أكتوبر 2015
اتهام الحوثيين باستهداف المدنيين والمناطق السكنية (الأناضول)
+ الخط -

دعا أعضاء "مؤتمر الرياض لإنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية"، مساء اليوم الأربعاء، بعد ما وصفوه بـ "مجزره الكاتيوشا" في تعز، الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته إلى رفض التفاوض مع "القتلة في جنيف، في إشارة إلى الحوثيين.

واعتبر أعضاء المؤتمر في بيان لهم أن الجرائم المروّعة والمجازر البشعة التي ترتكبها مليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ضد المدنيين في مدينة تعز، جرائم حرب ضد الإنسانية تستهدف أبناء محافظة تعز الرافضين للانقلاب الدموي والمليشيات المتمردة.

واستنكر الأعضاء في بيانهم "التصعيد الدموي لهذه المليشيات ضد المدنيين الآمنين والأطفال والنساء"، بدل أن "تبدي شيئاً من حسن النية بعد أن أعلنت التزامها بقرار مجلس الأمن 2216 من أجل البدء بإجراء مفاوضات مع الحكومة الشرعية، من أجل إيقاف الحرب".

هذا وقد أكدت مصادر طبية لـ"العربي الجديد" سقوط 20 قتيلاً، وقرابة 90 جريحاً أغلبهم من النساء والأطفال ومعظمهم إصابتهم خطيرة، في مجزرة جديدة ارتكبها الحوثيون عصر اليوم الأربعاء في مدينة تعز، جنوبي اليمن.

وبحسب مصادر تابعة للمقاومة في تعز وصور فوتوغرافية بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد سقط الضحايا ‏وبعضهم من المارة وتمزقوا إلى أشلاء جراء قصف الحوثيين بقذائف الكاتيوشا، قُدّرت بسبع قذائف على الأقل. ‏

وقال مسؤول الرصد في المركز الإعلامي للمقاومة زكريا الشرعبي، لـ"العربي الجديد": "استهدف الحوثيون السوق المركزي وبلدة الاخوه ‏والتحرير وحي الضبوعه وسوق الخضروات بالمركزي وشارع 26 سبتمبر، بعشرات الصورايخ وقذائف الهاون".

وأوضح الشرعبي أن الحوثيين يقومون بارتكاب جرائم حرب، ووصف ما قاموا به عصر اليوم بـ"المجزرة"، كونها استهدفت مناطق ‏تكتظ بالمدنيين، وقال إن المستشفيات ممتلئة بالقتلى والجرحى.‏

ودانت مؤسسة التوعية والإعلام الصحي المجزرة المروعة، ودعت الكادر الطبي في محافظة تعز للتوجه بسرعة إلى المستشفيات ‏العاملة للإسهام في إنقاذ حياة الكثير من المصابين بصواريخ الكاتيوشا.‏

اقرأ أيضاً: المقاومة الشعبية في تعز تُسلم مرافق حكومية لقوات الشرعية

وأشارت المؤسسة إلى أن المستشفيات العاملة بإمكانات شحيحة بحاجة ماسة إلى الأطباء والجراحين، كذلك دعت المواطنين إلى سرعة ‏التبرع بالدم نظراً لكثرة الحالات الحرجة.‏

ووجه ناشطون نداءً إلى المواطنين بالتوجه إلى مستشفى الثورة أو الروضة في المدينة، للتبرع بالدم، لمعالجة الجرحى الذين سقطوا ‏جراء القصف. ‏

وتعيش مدينة تعز تحت حصار الحوثيين والموالين للمخلوع، والذين يقصفون بشكل متكرر بأسلحة ثقيلة باتجاه الأحياء السكنية الواقعة ‏تحت سيطرة المقاومة. ‏

وجاء هذا التطور، في وقت أصدرت فيه منظمة "هيومن رايتس ووتش" تقريراً اتهم الحوثيين والقوات الموالية لصالح بأنها قصفت ‏وبشكل عشوائي ومتكرر العديد من الأحياء السكنية في مدينة تعز بقذائف الهاون وصواريخ المدفعية، معتبرة أن هذه الهجمات تنتهك ‏قوانين الحرب.‏

وأضافت المنظمة أن الحوثيين يصادرون منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2015 الإمدادات الغذائية والطبية من المدنيين في المدينة بشكل ‏غير شرعي، داعية القوات الموالية للحوثيين إلى أن تتخذ كل الخطوات اللازمة لتقليل الضرر الذي يصيب المدنيين، وإنهاء ‏المصادرات غير المشروعة للسلع الغذائية الأساسية من المدنيين، ومساءلة القادة المسؤولين عن الهجمات غير المشروعة.‏

وقال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش، إن "القوات الموالية للحوثي تقصف تعز من دون مراعاة لأمن مدنييها. على الحوثيين وقف قصف المناطق المأهولة في المدينة بالأسلحة المتفجرة الثقيلة".‏

ووثّقت "هيومن رايتس ووتش"، بحسب التقرير، ثلاث هجمات على تعز في أغسطس/ آب 2015، شنتها قوات الحوثيين مدعومة من ‏القوات العسكرية الموالية لعلي عبد الله صالح، أسفرت عن مقتل 14 مدنياً منهم خمس نساء وخمسة أطفال.‏

وبحسب المنظمة، فإن ممثليها زاروا في سبتمبر/ أيلول، ثلاثة أحياء في تعز تخضع جزئياً لسيطرة مسلحة من "اللجان الشعبية" المحلية ‏المعارضة للحوثيين، وتتعرض هذه الأحياء منذ مارس/ آذار لقصف من الحوثيين بالصواريخ وقذائف الهاون.‏

اقرأ أيضاً: حصار تعز يوقف "أطباء بلا حدود" و"الصليب الأحمر"

وأشارت المنظمة إلى أنه بعد فحص مواقع الارتطام وبقايا الأسلحة تبيّن أن الحوثيين استخدموا قذائف المدفعية، بما فيها، على ما يبدو، ‏صاروخ "غراد"، وقذائف هاون قادرة على الانفجار والانشطار والتسبّب في خسائر بشرية ومادية فوق مساحة واسعة. وأضافت أن ‏‏"هذه الأسلحة، لا سيما القذائف غير الموجهة، يصعب أن تصيب أهدافها بدقة. حين توجَّه إلى مناطق مأهولة، فإنها تصيب أهدافها ‏عشوائياً. تنتهك الهجمات العشوائية قوانين الحرب وقد تصل إلى مصاف جريمة حرب حين تنفذ عن عمد أو بتهوّر".‏

في الأثناء، واصلت مقاتلات التحالف غاراتها في محافظة صنعاء (الضواحي)، حيث أفادت مصادر تابعة للحوثيين، بأن التحالف استهدف بعدة غارات مناطق متفرقة في مديرية "بني حشيش"، ما أدى إلى سقوط قتيلين وإصابة آخر، وتدمير وأضرار في المواقع المستهدفة التي قال الحوثيون إن من بينها مسجداً ومنزلاً في منطقة "حضران".

وفي مديرية "خولان الطيال" شرق صنعاء، استهدف التحالف بغارات منطقة "درب عسكر"، وفي مديرية "بلاد الروس" نفذ التحالف خمس غارات ضد أهداف بمنطقة "اللحف" نتجت عنها أضرار في الأراضي الزراعية، بحسب الحوثيين.

وفي محافظة حجة استهدف التحالف بغارة منزلاً في منطقة "عبس"، وغارة في جزيرة "بحيص" وأخرى في جزيرة "زوحال" ولم ترد تقارير حول الضحايا.

وفي مأرب، نفذ التحالف غارات على مواقع للحوثيين في منطقة "صرواح" آخر أهم المناطق التي تسيطر عليها المليشيات، بعد تحرير أغلب أجزاء المحافظة.

وفي محافظة الحديدة الساحلية، غربي البلاد، استهدفت مقاتلات التحالف بغارات موقعاً للدفاع الجوي قرب ميناء الحديدة يسيطر عليها الحوثيون.

وفي محافظة ذمار، انفجرت عبوتان ناسفتان زُرعتا من قبل مجهولين في "الشارع العام" بالقرب من مقر المجلس المحلي، وأفادت الأنباء الأولية عن وقوع مصاب على الأقل.

المساهمون