ووصف مختصون هذه الخطوة بغير الموفقة لأنها ستمكن مسلحي المليشيات من الدخول إلى الجامعات العراقية بغير استحقاق، فضلا عن الإرباك الذي سيسببه ذلك بالنسبة لتراجع فرص الطلاب الآخرين في الجامعات المهمة، مثل كليات المجموعة الطبية التي تتطلب معدلات مرتفعة.
ونقل بيان لهيئة "الحشد الشعبي" عن مدير التعليم الجامعي في الهيئة، محسن علي الحكيم، قوله إن "الحشد" نسق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من أجل تخصيص موقع إلكتروني يتيح لمنتسبي "الحشد الشعبي" التقديم على الدراسة الجامعية الأولية ضمن برنامج قبول العسكريين بهدف فسح المجال أمامهم للحصول على شهادة جامعية تمكنهم من التطور في عملهم.
وبيّن أن تقديم عناصر "الحشد" للجامعات العراقية سيكون من خلال نافذة خاصة، على أن يكون المتقدم متخرجا من الدراسة الإعدادية بفروعها العلمي والأدبي والصناعي والتجاري بمعدل لا يقل عن 55 في المائة.
وأشار إلى وجود امتيازات ستقدم لعناصر "الحشد"، أبرزها قبولهم بمعدلات تقل بخمس درجات عن المتقدمين الآخرين من غير المنتمين للهيئة، لافتا إلى وجود 2000 مقاتل مرشح للقبول في الجامعات العراقية.
مسؤول سابق بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي انتقد هذه الخطوة واعتبرها محاولة لإرباك مسيرة التعليم الجامعي في البلاد، مؤكدا لـ"العربي الجديد"، أن هذا الإجراء غير موفق لأنه سيسمح بوجود مقاتلين داخل أسوار الجامعات، فضلا عن الإرباك الذي سيسببه بالنسبة لفرص الطلبة الآخرين بالقبول في الجامعات المهمة، مثل كليات المجموعة الطبية التي تتطلب معدلات مرتفعة.
وأضاف أنّ "وزارة التعليم العالي تتحمل المسؤولية الأكبر في ما يحدث لأن توجهاتها فيها الكثير من التناقضات، ففي الوقت الذي تؤكد فيه على نيتها دخول التصنيفات الجامعية المتقدمة، تقدم على هذه الخطوة التي ستعود بمسيرة التعليم إلى الوراء".
وتابع "من حق عناصر الحشد أن يكملوا دراستهم، لكن يجب ألا يمنحوا امتيازات على حساب الآخرين الذين ستتراجع مستوياتهم في حال شعورهم بتمييز مقاتلي الحشد عليهم"، مشددا على ضرورة وجود دراسة عميقة قبل تطبيق هذا الإجراء على أرض الواقع.
أما حسن جمعة، وهو تدريسي في جامعة بغداد، فيعتقد أن الجامعة يجب أن تكون مؤسسة مستقلة بعيدة كل البعد عن تدخلات الأجهزة الأمنية ومنها "الحشد الشعبي"، مؤكدا لـ"العربي الجديد"، أن الكوادر التدريسية تعاني أصلا من ضغوط تمارس من قبل ضباط ومنتسبين بالقوات العراقية يكملون دراستهم في الجامعات ضمن أقسام الدراسة المسائية.
وأضاف "قبول أعداد جديدة من الحشد سيضيف أعباءً أخرى على التدريسيين وإدارات الكليات، لأن هؤلاء الطلبة سيدخلون بأسلحتهم وسياراتهم المظللة، وهو ما يتعارض مع ما هو متعارف عليه داخل الحرم الجامعي الذي يجب أن يكون خاليا من مظاهر التسليح والعسكرة".